أصبح مرض السرطان مشكلة صحة عامة هامة في الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء، ويمثل السبب الثاني للوفيات على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الحالات الجديدة في منطقة الخليج في العقد القادم مع ازدياد معدلات المضاعفات والإعاقة والوفيات من جراء السرطان. ومواجهة أعباء السرطان في منطقة الخليج تتطلب الاهتمام بنهج التدخلات المتكاملة والشاملة بين كافة مستويات الرعاية الصحية والتركيز على خطط الوقاية والمكافحة، وبرامج الاكتشاف المبكر للحالات، وتقديم وسائل العلاج المثلى سواء كانت جراحية، كيماوية أو إشعاعية، مع الاهتمام بالرعاية التلطيفية والتأهيل، وجميعها متطلبات أساسية لخفض العبء الاجتماعي والاقتصادي والصحي لحالات السرطان. وشهد البرنامج الخليجي لمكافحة السرطان تطورا ملحوظا في آلياته وأهدافه حيث صدر عن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون (12) قرارا وأكثر من 24 توصية من قبل الهيئة التنفيذية مما كان كان لها التأثير الكبير في ترسيخ هذا البرنامج والذي أضحى ذا أهمية كبيرة ومثلا يحتذى به على المستوى الأقليمي، بجانب اعتماد الخطة الخليجية التنفيذية لمكافحة السرطان (2010 2020) من حيث الرؤية والرسالة والأهداف وآليات التطبيق، كما أن التطورات الحديثة في البرنامج تضمنت اعتماد مذكرة التعاون مع مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث بالرياض وتحويل مركز التسجيل الخليجي للسرطان ليصبح مركزا خليجيا لمكافحة السرطان وتشكيل هيئته الاستشارية العلمية من خبراء خليجيين وإقليميين وعالميين. وأخيرا فإن برنامج التسجيل الخليجي لحالات السرطان يشهد تطورا مستمرا وفقا للوسائل المتقدمة، وتعزيز فعاليات اللجنة الخليجية لمكافحة السرطان، كما شهدت الأنشطة العلمية والتدريبية والبحثية المبنية على الأدلة والبراهين تحسينا مستمرا من أجل ترجمة ذلك إلى رعاية شاملة ومتكاملة وفاعلة لمرضى السرطان وتدخلات صحية ومجتمعية للارتقاء بوسائل الوقاية والمكافحة وتعزيز الوعي المجتمعي والتوعية الصحية لمجابهة هذه المشكلة الصحية الهامة. (*) المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون