أكد محللان سياسيان أن تشكيل الحكومة التونسية الائتلافية خطوة إيحابية نحو تعزيز الأمن والاستقرار في تونس التي شهدت تحولات هامة في مؤسسة العمل السياسي مؤخرا عقب مرحلة حرجة وغير مستقرة مرت بها. أعربا عن تفاؤلهما بتمكن الحكومة الائتلافية بمشاركة حزب النهضة في رفاهية الشعب التونسي. وأكد المحلل الاستراتيجي الدكتور علي التواتي على ضرورة أن تمثل الحكومة التونسية الجديدة كل الأطياف السياسية المكونة للشعب التونسي بما يضمن لها أن تضع أقدامها على الطريق الصحيح لبناء مستقبل مستقر أمنيا وسياسيا واقتصاديا. وأضاف أن الشعب التونسي متحضر جدا ويعلم جيدا ماذا يريد.. ولهذا السبب عندما قامت الثورة التونسية اختلفت عن مثيلاتها في العالم العربي حيث قامت الثورة ضد الفساد الاقتصادي وتفشي الفقر والبطالة ولم ترتكز على الدعوات الطائفية والسياسية والحزبية كمثيلاتها في الدول العربية الأخرى. وزاد «لهذا نجدها كانت ثورة ناجحة وتغلبت على كل العقبات التي كانت في طريقها». من جهته، أكد المحلل السياسي التونسي عبدالرحيم عليواني ل«عكاظ» أن تشكيل حكومة ائتلافية في تونس يشكل صمام الأمان للاستقرار والأمن، مؤكدا أن الحوار هو المنطق الوحيد الذي يحصن تونس ويبعدها عن الفتن والمؤامرات والمحن. ولقد أثبتت القيادات السياسية التونسية والأحزاب التونسية كما أثبت الشعب التونس من قبل أنه يجيد ما يفعل ويدرك مصلحته الوطنية ويعمل من أجلها. وأضاف المحلل عليواني «إن تونس الجديدة وبعد الانتخابات الأخيرة تلج المرحلة الثانية في مسيرتها السياسية الجديدة عبر هذه الحكومة الائتلافية والتي تثبت أن تونس للجميع بكافة أبنائها مهما اختلفت توجهاتهم السياسية. فالاتفاق عند التونسيين هو من أجل تونس كما أن الخلاف السياسي بينهم لا يعني اختلافا على مصلحة تونس بل من أجلها». وختم عليواني قائلا «إن أهم ما حصل هو التأكيد على أن مسار الحياة السياسية في تونس بات مستقرا ويستند إلى ركائز أساسية تؤكد أن الثقافة السياسية عند الشعب التونسي وتجمعاته المدنية والسياسية باتت بمستوى راق جدا».