ولن ننساه مطلقا فمن خلال تناقل خبر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - ظهر في قلوب الجميع مدى تعلقنا به صغارا وكبارا لم نختلف على حبه والحزن على فراقه.. إن هذا الراحل سجل في تاريخ المملكة بصمات إيجابية ضخمة لاسيما في الجانب القضائي فقد أطلق رحمه الله مشاريع نماء فشهدنا من خلالها العديد من التحولات التي عادت على الوطن بالنفع وأسهمت في كثير من الإيجابيات ولعل من أهمها تسجيل نظام البصمة الإلكترونية في المحاكم وفي كتابات العدل والذي أحدث نقلة نوعية كبرى للمتقاضين وفي علاقة المرأة خاصة بالمرافق العدلية، إذ تخلصت من خلاله من الكثير من المعاناة التي كانت تواجهها، ناهيك عن تدشين المحاكم المتخصصة التي ساهمت بشكل كبير في إنهاء القضايا المعروضة بشكل أسرع وتخصص القضاة مما كان لذلك أثر واضح في دقة وعدالة الأحكام القضائية.. مما جعل مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير المرفق القضائي ينمو بوتيرة متتالية ومنضبطة. ومما لاشك فيه فإن والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اهتم بتعزيز مسيرة أخيه الراحل في بناء وتطوير ورعاية مصالح الوطن، وجاء انتقال الحكم وتعيين ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز - حفظه الله - والأمير محمد بن نايف - حفظه الله - وليا لولي العهد، وتوزيع المهام بسلاسة ووضوح ما جعلنا نشعر كمواطنين بالاطمئنان على سلامة هذا الوطن وحنكة قيادته الرشيدة التي لن تتوانى عن إدارة مصالح الوطن في نهجها وسياستها. فما نحمله للراحل رحمه الله ولمليكنا ولولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم من مشاعر عرفان ليس من الوفاء كتابتها فحسب بل من الأمانة التي نحملها في أعناقنا أن نساهم كشعب في بناء وتطوير وطننا ومسيرته التنموية لتظل بلادنا دائما فخر الجزيرة العربية والعالم أجمع. * محامية