حين طالبت الدكتورة حنان الأحمدي عضوة مجلس الشورى أن تصدر عن المجلس توصية تتضمن «أن تقوم هيئة الهلال الأحمر بالتنسيق مع الجهات الشرعية والتنفيذية المختصة، بوضع لائحة إجراءات للتعامل مع الحالات الإسعافية النسائية لتمكين الفرق الإسعافية من القيام بمهامها» عند وقوع حوادث طارئة داخل المجمعات النسائية أو خارجها، أسقطت تلك التوصية، بعد أن رأى فيها بعض الأعضاء مبالغة تنافي الواقع، حيث لا يوجد في النظام نص على عدم مباشرة المسعفين إسعاف النساء أينما كن. القول بأن النظام لا يوجد فيه نص يحول دون مباشرة المسعفين إسعاف النساء، قول صحيح لا اختلاف حوله، ولكن هل صحيح أيضا أن النساء لا يتعرضن لما يعرقل سرعة إسعافهن متى وقع لهن ما يهدد سلامتهن؟ هذا ما كان يجب أن يناقش، وأن تتخذ المقترحات حوله بما يحقق ضمان سرعة إسعاف المصابات، فالدكتورة حنان لم تكن تنطق من عالم الظن أو التوهم، وإنما كانت تتحدث وفي ذاكرتها صور لحالات تكرر فيها تأخر إسعاف المصابات بسبب التلكؤ في السماح للمسعفين بالدخول لمباشرة عملهم، انتظارا لأن تؤخذ جميع الاحتياطات اللازمة لضمان إجلاء جميع النساء من المكان، وما زلت أذكر ضحية من ضحايا التلكؤ في الإسعاف، كانت طالبة في مقتبل العمر، تعاني من مرض في القلب وأصيبت بنوبة فلبية تستدعي النقل السريع للمستشفى، إلا أن التردد وعرقلة دخول المسعفين أضاع الوقت، فكان الموت إليها أسرع، انتقلت إلى رحمة الله وتركت غصة في الحلق!!. صحيح أن الموت والحياة بيد الله وأن لكل أجل كتاب، ولكن أليس من حق النساء أن يجدن إسعافا سريعا؟ عدم الإسعاف السريع قد يعرضهن لمضاعفات خطيرة. هذا هو الواقع الفعلي الذي نعيش فيه، وهذا ما نحن في حاجة إلى مناقشته وإيجاد حل يصلح من شأنه! نحن وإن اتفقنا مع القائلين بأن النظام ليس فيه ما يمنع إسعاف النساء، إلا أن الاكتفاء بذلك القول والانصراف بعيدا عنه، لا يحقق المصلحة التي ننشدها. فعدم تضمن النظام نصا يعرقل مباشرة إسعاف النساء، لا يعني أنهن لا يتعرضن لشيء من ذلك، فكيف يمكن لنا أن نحفظ حق النساء في أن لا يعيق إسعافهن أحد؟ هل يوجد لدى المعترضين على التوصية بدائل أفضل تجعلنا نطمئن إلى أن لا عراقيل تحول أمام سرعة إسعاف بناتنا أو أخواتنا أو أنفسنا متى وقع سوء لأي منهن؟. لعل المجلس يعيد النظر في هذه المسألة، فيقدم مقترحا معدلا بإضافة النص على عقوبة جزائية لكل من يتسبب في إعاقة عمل المسعفين لأي أمر كان بصورة عامة، وليس بالضرورة إسعاف النساء وحدهن، كمن يزاحم سيارات الإسعاف على الطريق، أو يقف بسيارته خلفها فيعطل تحركها، أو يعطل دخول المسعفين إلى مكان المصاب، أو أي أمر آخر يعيق ممارسة الفرق المسعفة لمهامها.