بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خسرت الأمة العربية والإسلامية شخصية قيادية عالمية محنكة، وزعيما سياسيا رفيع المستوى، كرس حياته وأفنى عمره لخدمة قضايا الأمة بلا كلل أو ملل، وعمل لمصلحة شعبه ووطنه وأمته في المحافل الإقليمية والعالمية. لعب دورا استراتيجيا في حل الأزمات السياسية وقدم المبادرات الإنسانية واحتوى الخلافات وخدم أمته حتى أتاه اليقين. لقد رحل حكيم العرب وملك الإنسانية، لكن ستظل سيرته العطرة بما قدمه سواء لشعبه أو للشعوب العربية والإسلامية، في سجله الناصع إلى يوم القيامة. حكيم الأمة عمل بصمت وتفان وكان دائما -رحمه الله- يجير حب واحترام شعوب العالم والشعوب العربية والإسلامية لشعبه الذي أحبه وحزن حزنا شديدا على وفاته. لقد فقدت الأمة حكيمها الذي كانت له مواقف مشهودة ومسيرة ناصعة، والعالم بأكمله سيتذكر الملك عبدالله على مدى التاريخ لأنه سعى لإيجاد مجتمع عربي إسلامي متماسك يسوده الود والسلام والوسطية والاعتدال. إن ما تحقق في عهد الملك الراحل والنهضة التي شهدتها المملكة سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي ستكتب بأحرف من ذهب. وليس هناك شك أن وفاة الملك عبدالله خسارة كبيرة للأمة العربية والإسلامية. ولا يمكننا أن ننسى وقفاته الشجاعة لمصلحة الحقوق العربية والإسلامية وانحيازه إلى جانب السلام والأمن. وفي كل الأزمات اتسمت سياسية الملك عبدالله بالدبلوماسية الرصينة في التعامل مع جميع القضايا مما أكسبها احترام العالم أجمع وتمسكها بالمبادئ والقيم الثابتة دون مواربة ودفاعها عن حقوق الشعوب. وستستمر المملكة بإذن الله في سياستها الداعمة للحقوق المشروعة للأمتين العربية والإسلامية لأن مواقف المملكة ثابتة وراسخة منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وسيستمر البناء والعطاء والمواقف الداعمة لقضايا الأمة وسيستمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بإذن الله على نفس النهج الذي انتهجه ملوك المملكة -رحمهم الله- لأن المملكة هي دولة المؤسسات الراسخة.