باب رزق جديد انفتح لبعض المعلمين والهواة مع موسم الاختبارات في جدة، وتقدمت مهنة التدريس الخصوصي على ما عداها من مهن وحرف للتكسب في استغلال واضح للقلق وحالة التأهب التي تدهم البيوت مع موسم الاختبارات في كل عام، فالموسم عند البعض موسم أرباح وتكسب وجمع أموال بعيدا عن المفهوم السائد والمعروف عن التربية والتعليم والتدريس إذ يطرق المدرسون الخصوصيون الأبواب طلبا للزبون. قلق في الميزانية يشكّل الأمر للعائلات أمرا مرهقا فيما يتعلق برصد ميزانية تعين أبناءهم على السير وفقا لخطة دراسية يكملها المدرس الخصوصي الذي يرى البعض مهنته استغلالا ولا يضيف للطلاب شيئا خصوصا أن هذه الدروس تأتي في وقت ضيق وبطريقة تراكمية ربما تفقد الطالب تركيزه ولا يستطيع استيعاب كل هذه المعلومات في فترة وجيزة. وفي المقابل، يعتقد مصدر في إدارة التربية والتعليم في جدة أن الطالب المجتهد والمتابع لتفاصيل يومه الدراسي بشكل متواصل لن يحتاج بالتأكيد إلى الدروس الخصوصية، مفيدا أن إدارة التعليم تحذر من الدروس المنتشرة عبر المعلمين خارج إطار المدرسة حيث لا يستفيد منها الطالب لأن أهدافها مادية بحتة، لافتا إلى أن أغلب المدارس في جدة تقوم بعمل برنامج دروس تقوية لمواد معينة تساعد الطالب في عملية الاستذكار وتكون داخل إطار المدرسة بتنظيم جيد ومميز. مراجعة واستذكار يرى الدكتور حسان بصفر من جامعة الملك عبدالعزيز أن الموضوع تكاملي وتشترك فيه عدة أطراف، إذ أن المعلم من الضروري أن يحافظ على أدائه بشكل جيد إضافة إلى تفاعله مع الطلاب وتوصيل المعلومة إليهم والاستماع إلى تساؤلاتهم وحرصه على ساعات الإرشاد، مضيفا أن على الطالب أن يحرص على الاستفادة من المادة ومن المعلم بطرح الأسئلة والمراجعة والاستذكار، مشيرا إلى أهمية أن تعمل الأسرة على خلق بيئة دراسية جيدة تعين الطالب على إنهاء متطلباته بنجاح، ولفت إلى أن هذه العوامل حين يتم توافرها لن يحتاج معها الطالب إلى مدرس خصوصي على الإطلاق. اتكالية وإهمال فيما تشير المستشارة الأسرية سارة محمد إلى أنها لا تفضل الدروس الخصوصية لأنها استنزاف للجيوب وتدفع الطالب إلى الاتكالية والركون وعدم إنجاز واجباته الدراسية في وقتها اعتمادا على الدروس الخصوصية. ويبقى الدور مهما على أولياء الأمور لبحث ما يعترض أبناءهم من مشكلات. ويقول سعيد المعافي (أب لخمسة أبناء) إن ميزانية الأسرة تركز في موسم الاختبارات في توفير المدرسين الخصوصيين وهو الأمر الذي يسبب مشكلة مادية، لافتا إلى أن التنظيم المتقن لاستذكار الطلاب وتعاون المدرسة والأسرة في هذا الشأن سيجعل فارقا إيجابيا يصب في نهاية المطاف لمصلحة الطالب وينعكس بالإيجاب على نتائجه الدراسية. مطالبا بعقد لقاءات شهرية متواصلة بين أولياء الأمور وإدارة المدرسة وتفعيلها بشكل دوري حتى يستطيع الجميع معرفة الخلل ومعالجته قبل تطوره. خصوصيون يغردون ويشدد بسام العمري إلى ضرورة تفعيل الشراكة التعليمية والأسرية في هذا الإطار لأن من شأن الشراكة إنهاء الكثير من السلبيات مثل الدروس الخصوصية التي يتضح أنها ممارسة موسمية هدفها التربح إذ أن أسعار المدرسين ترتفع فجأة بشكل مضاعف وهو الأمر الذي يصيب الميزانية في مقتل. وتمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام بالكثير من الحسابات التي تتنافس على تقديم العروض للمتابعين لتدريس الطلاب في مختلف التخصصات وبأسعار رمزية بحسب حديثهم وهو الأمر الذي رد عليه أحد المغردين «سعد محمد» بقوله: هذه الطريقة غير مجدية لاستجداء المال بحجة التدريس إذ أن الطالب المجتهد والعائلة التي توفر بيئة صحية للدراسة لا تحتاج إلى مثل هذه العروض.