يزداد نشاط الدروس الخصوصية قبل موسم الاختبارات من كل عام، وهو الشبح الذي يهدد ميزانية الأسرة بالأزمات المالية المحتملة والضغوط الإضافية عليها، من دون وجود بدائل وحلول لهذه المشكلة، ويعاني الآباء من ارتفاع أسعار هذه الدروس وتكاليف المدرسين الباهظة لعدة مواد، قد تتجاوز الثلاثة آلاف لكل مادة، وتتراوح بين 15 إلى 20 ألف ريال لعدة مواد، خاصة إذا كانت لأكثر من طالب داخل العائلة الواحدة. وأجمع عدد من التربويين والطلاب أنه يمكن إبعاد شبح الدروس الخصوصية بإشعال فانوس دروس التقوية في المدارس. وتذكر أبرار عبدالله خريجة كلية العلوم من خلال تجربة ملموسة أنها لا تؤيد فكرة الدروس الخاصة للطلاب قبل فترة الامتحانات واختزالها في أيام معدودات، والمفترض المتابعة والمذاكرة على مدار السنة. وترى هناء محمد الحرازي مديرة مدرسة وتعمل في الحقل التربوي، أن الدروس الخصوصية تعد كارثة تكتسح البيوت قبل الاختبارات مباشرة، فيتحمل أولياء الأمور عواقبها من حيث تهتز ميزانية محدودي الدخل، وتصبح الاختبارات شبحا تحذره الأسر السعودية، رغم أنه لا تنقصنا القنوات التلفزيونية التي تعج بالبرامج الدخيلة وغير الهادفة، ونحن بحاجة إلى استبدالها ببرامج شرح الدروس على الأقل المواد العلمية مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات، وهذه الفكرة ليست مستحدثة ولا مبتكرة وإنما مساواة بكثير من البلاد العربية التي لم تكن أبدا أفضل منا عقلا ولا إمكانيات. وتضيف الحرازي: ومن الجانب التعليمي يمكن عمل حصص تقوية في المدارس على أيدي أفضل المعلمين مع وضع بعض المميزات للمعلمين والمعلمات المتطوعين كتخفيض عدد الحصص أو الإعفاء من الأنشطة. ويرى حسن محمد سالم شاهين معلم تربية إسلامية في مدرسة الفيصلية المتوسطة للموهوبين، أن الدروس الخصوصية من الأمور المخجلة في العملية التربوية في بلدنا الغالي. وتؤكد مها الحربي (بكالوريوس علم اجتماع) أن العلاقة بين المعلم والطالب توجد بها فجوة كبيرة تحتاج لإعادة النظر فيها، فالطلاب يحتاجون إلى جذب انتباههم وتحبيبهم فيما يدرسونه والابتعاد عن أسلوب التلقين في عصر التكنولوجيا وطرق التدريس الحديثة. ومن جانبه يحذر مدير الإشراف التربوي في إدارة التربية والتعليم بجدة، معجب الزهراني الآباء وأولياء الأمور من الوقوع في مصيدة الدروس الخصوصية، ومن الاستجابة لرسائل المحمول sms ووسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والوتس اب وغيرهما، التي تنشر أرقاما وأسماء لمدرسين مجهولين وأصبحت تشكل ظاهرة اجتماعية واقتصادية تثير التساؤلات وتبعث على القلق، وتستحق منا جمعيا كمسؤولين وأولياء أمور وقفة جادة للبحث في أسباب هذه الظاهرة. من جهته يعتقد عبدالمجيد الغامدي المتحدث الرسمي في إدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة بأن الطالب المجتهد والمتابع لتفاصيل يومه الدراسي بشكل متواصل لن يحتاج بالتأكيد إلى الدروس الخصوصية، وأفاد بأن إدارة التعليم تحذر من الدروس المنتشرة عبر المعلمين خارج إطار المدرسة حيث لا يستفيد منها الطالب وأهدافها مادية بحتة، لافتا إلى أن أغلب المدارس في جدة تقوم بعمل برنامج به دروس تقوية لمواد معينة تساعد الطالب في عملية الاستذكار وتكون داخل إطار المدرسة وبتنظيم جيد ومميز. ويرى الدكتور سعيد الأفندي عميد كلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز بأن هذا الموضوع تكاملي وتشترك به عدة أطراف إذ أن المعلم من الضروري أن يحافظ على أدائه بشكل جيد إضافة إلى تفاعله مع الطلاب ووصوله إليهم بالمعلومة.