يعيش حي العزيزية 10 في عتمة من الإهمال والنسيان، وكأنه سقط من الذاكرة كما يقول ساكنوه، فالحي العريق يشكو من العشوائية والفوضى التي ضربت أطنابها مع نقص حاد في الخدمات ما جعل أهله القدماء في البحث عن بدائل وأحياء أخرى تزدحم بالخدمات في شرق وشمال جدة مع نداءات متواصلة بالنظر إلى الحي حتى لا يهجر منه بقية من اختار الصمود والبقاء. ويقول المتحدثون إن العزيزية تفتقر الآن للخدمات الأساسية من سفلتة وشبكات صرف صحي فضلا عن انتشار المجهولين والغرباء في أزقة الحي الجداوي العريق. الرحيل المر مدين البشيري أشار إلى أن طرقات الحي أصبحت تئن من الإهمال، إذ غاب عنها الأسفلت منذ عشرات السنين وتكاد طرقاته أشبه بالترابية برغم أن الحي لا يبعد كثيرا عن أجمل شوارع جدة (التحلية، المكرونة، والسبعين) ومع ذلك بقيت شوارع العزيزية على حالها تشكو حالها لسكانها.. صالح الزهراني أحد السكان القدامى في الحي قال إن حي العزيزية/ 10 ينقصه الكثير من الخدمات التي تنهض به كحي له وضعه وموقعه، (ما زلنا ننتظر وصول الخدمات الأساسية .. البنية التحتية في الحي سيئة جدا، ما أدى إلى تشكل حفر ومستنقعات لا تجف صيفا ولا شتاء).. ويضيف أن هذه الأخاديد تعطل حركة السير وتهدد سلامة المارة، أما الشوارع الداخلية فحدث ولا حرج. العمل في الميدان يواصل الزهراني، نحن بحاجة فعلية لجولة ميدانية عاجلة من المسؤولين للوقوف على الحال وما يعانيه الحي من أزمات ومشاكل وسكانه من مصاعب، إذ أصبح مشهد الحي غير سار ومزعج وبعض المباني ما زالت صامدة لكنها أصبحت آيلة للسقوط في أية لحظة وتحولت بعض تلك البنايات إلى مستودع للخبز الجاف والعلب الفارغة. أميمة الحلواني تشير إلى أن الحي يعاني الأمرين من غياب الخدمات خاصة في مجال الأسفلت والتنظيم الداخلي والانتشار الكبير لأحواش تخزين الخبز الجاف ولا تقوم عمالة الأمانة برفعها من الأحواش بل تتركها على حالها لتعود النابشات لأخذها والتحرك بها إلى أماكن مجهولة. ومن جانبه يضيف أحمد الغامدي أن الشوارع في الحي محطمة والحفر والمطبات دمرت السيارات، فلا يستطيع أي سائق عبور الشوارع الداخلية دون سقوط أو تعريض سيارته للتلف.. ولا بد من حل واقعي لتلك السلبيات، ونتمنى على الأمانة أن تزور الحي وتشاهد وترصد تلك الملاحظات وتباشر مهامها. ترقبوا الإصلاحات «الأمانة» على لسان مصدر مسؤول قال إن البلدية الفرعية تؤدي واجبها في تكثيف الجولات الرقابية بمشاركة الجوازات والشرطة وإدارة الرقابة التجارية، لافتا إلى أن الحملات أثمرت خلال الفترة الحالية عن مصادرة كثير من العربات الجائلة التي تعمل عليها عمالة وافدة مخالفة لنظام الإقامة والعمل، كما صادرت الأمانة بضائعهم. لافتًا إلى أن الأحواش المهجورة يتم التشاور مع أصحابها واستدعائهم لرفع ما بها من مخلفات أو مخالفات، أما الشوارع المكسرة والحفر والمطبات فيتم التعامل معها حسب جدولة محددة. أما الطفوحات فهي من اختصاص الشركة الوطنية للمياه، ولفت المصدر إلى أن حي العزيزية ينتظره العديد من المشروعات المتمثلة في السفلتة والأرصفة وإنارة الشوارع الداخلية، وإنشاء وزراعة عدد من الحدائق وإعادة تنسيق الشوارع الرئيسية.