شرفني معالي الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان يوم الثلاثاء الماضي 7 ربيع الأول 1436ه مشكورا بزيارة في مكتبتي بمنزلي وحانت صلاة العشاء فقال حفظه الله: «نحن بنو العباسي» ويقصد الجزء الثاني من العبارة دون أن يقولها وهي «نجلس على الكراسي» فقامت الصلاة وجئنا بالكرسي وبعد الصلاة تحدث إلينا حديث القلب للقلب عن مكةالمكرمة وهموم أبنائها، وقد اشتكى من عدم سماع هذه الهموم. ولئن قيل عن الدكتور أحمد زكي رئيس تحرير مجلة «العربي» الأسبق: إنه ( أدب العلم، وعلم الأدب) فإن فضيلته قد تأدب بالفقه، وفقه الأدب، ليس فقط بالكتاب الذي سنستعرضه اليوم وغدا وإنما منذ سعى للعلم من أجل العلم فأصبح بحق من أجل العلماء والفقهاء. والكتاب الجديد يجسد الجهد الكبير الذي بذله العلامة عبد الوهاب أبو سليمان في إحصاء الذين درسوا والذين درّسوا بالمسجد الحرام أحصاهم كتابه الذي أصدره بعنوان: المسجد الحرام الجامع – الجامعة الفقه والفقهاء في مكة المشرفة في القرن الرابع عشر الهجري وقد جاء في الصفحة 165 من الجزء الأول بعنوان «تقديم» : نجاح المرافق العامة في المؤسسات الحكومية والأهلية رهين بنجاح الإدارة، مرتبط بسلامة تصورات القائمين عليها، وبعد نظرهم، وسياساتهم، ومن ثم تنفيذ الخطة السديدة. الحكم لها أو عليها رهين بالنتائج التي تحصدها من خلال سياساتها النظرية، والتطبيقية، فإن النتائج مصداقية النجاح، أو الإخفاق . قد تحقق معظم النجاح للمؤسسة العلمية بالمسجد الحرام، دليل هذا نتاجها من العلماء الأفذاذ كما، وكيفا مما يثبته الأرشيف التاريخي المحفوظ. التدريس بالمسجد الحرام في بداية القرن الرابع عشر الهجري مؤسسة تعليمية كبيرة لها شخصيتها، وتنظيماتها، واختباراتها، المدرسون بالمسجد الحرام فئات، ودرجات : مدرسون رسميون، ملازمون للمدرسين، مدرسون غير رسميين . تتميز كل فئة من هؤلاء عن الأخرى رتبة، ومظهرا. يقوم بتنظيم النشاط العلمي، والتدريس، وإدارته شيخ العلماء. السطر الأخير: كن ابن من شئت واكتسب أدبا يغنيك محموده عن النسب. [email protected]