أكد عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للفتوى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق على أهمية التمسك بالثوابت التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسوله، وتحدث عنها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهي الكتاب والسنة للوصول إلى الصراط المستقيم. وقال إن هذا الدين الذي استمد شريعته من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام إذا استمسك به المسلم نجا وإذا ابتعد عنه ضل، ومن أراد أن يرقى في القيم والأخلاق فليطبق أصول الإسلام، وهي كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. وكشف المطلق الأساليب والطرق الملتوية التي سلكها أعداء الدين الإسلامي والأمة الإسلامية من التكفيريين الإرهابيين، ومن انتمى إليهم من أصحاب الفكر الضال؛ لاختطاف عقول شبابنا وشاباتنا وشباب المسلمين وشاباتهم والتغرير بهم والتدليس عليهم. وأوضح أننا ابتلينا في هذا العصر بأناس يشككون في السنة ويريدون من أبنائنا أن يتخلوا عنها وأن يستمسكوا بالقرآن الكريم فقط دون التمسك بالسنة النبوية الشريفة والمحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وإذا فعلوا ذلك فقد عصوا ما أمر به الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم لقوله تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولو الأمر منكم). وبين أن من الثوابت التي لا جدال فيها بين أهل السنة لزوم جماعة المسلمين وطاعتهم وطاعة أولي الأمر منهم والحذر من الشقاق والتفرق، مؤكدا أن الشقاق والفرقة بين المسلمين يقضي على الوحدة الإسلامية، مستشهدا بقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، وقوله تعالى (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله)، وقال إن من أعظم ما يكون سببا في بقاء الثوابت اهتمام الناس بعلمائهم ومحبتهم. كما شدد على أهمية تمسك الدعاة بالخلق الحسن، والتلاحم، واللين مع الناس، والصبر، وصفاء القلب، واتباعهم للوسطية، وبالذات مع الشباب الذين يمثلون الغالبية في مجتمعنا. وأشار الشيخ عبدالله المطلق إلى أهمية الخطاب الدعوي وما ينشأ عنه من بث القيم الإسلامية السمحة التي تخاطب الشباب والمجتمع بمنهج وسطي بعيدا عن التطرف بأشكاله المتعددة، وأهمية الخطاب الدعوي في ملامسة ما يخاطب الشباب والمجتمع بشكل عام من الأخلاق القرآنية الربانية التي تأمر الدعاة بالحكمة والموعظة الحسنة، والنصح بالطريقة المحببة إلى النفوس بعيدا عن المغالاة في إسداء النصح والإرشاد. وتطرق إلى الأخطار المحدقة التي تحيط بنا جراء ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما يبث خلالها من أفكار متطرفة، ومتشددة، وأفكار تدعو إلى الإلحاد والإرهاب، وما يمكن أن تبثه تلك الوسائل عبر جهات وأشخاص من خطر على الإخلال بالعقيدة الإسلامية السمحة، وما يؤثر على الأخلاق الإسلامية التي تتحلى بالثبات على الحق، والرجوع إلى القرآن والسنة المطهرة الداعية إلى الالتزام بالثوابت الحقة التي تتسم بالكلمة السواء. ودعا عضو هيئة كبار العلماء الآباء والأمهات والدعاة والأئمة في المساجد والمعلمين والمعلمات للتصدي لتلك الوسائل التي اجتاحت أغلب البيوت وغمرتها، مؤكدا على التصدي لها وتسخيرها للخير، والدعوة، في طريقها الصحيح. من جهة أخرى، أكد الشيخ عبدالله المطلق أن الإرهاب مرض خبيث تبتلى به الأمة في أخلاقها فيفرق كلمتها ويشتت شملها ويفسد أمنها؛ لذلك لا بد من اتخاذ جميع الوسائل الممكنة للوقاية منه قبل وقوعه ولعلاجه والقضاء عليه، والإسلام بريء من الإرهاب، فالإسلام دين الرحمة والإحسان، والله أوجب علينا طاعة ولي الأمر وحرم الخروج عليه، كما حرم الظلم وأوجب العدل، فكثير من الذين يخرجون للإرهاب يعتقدون أنهم ظلموا وهم في الحقيقة مغرر بهم في فكرهم ويسيئون الفهم؛ لذلك لا بد للدعاة والخطباء من نشر العلم الصحيح الذي يزيل الغبش ويمنع الانحراف. ودعا الشيخ المطلق الآباء والأمهات إلى التحاور مع أبنائهم والقرب منهم والتعاطف معهم والتقرب إليهم وعدم الابتعاد عنهم وتقديم النصح والإرشاد لهم بالحكمة والموعظة الحسنة، والنصح بالطريقة المحببة إلى النفوس، والصبر عليهم والدعاء لهم والاستمرار في نصحهم حتى لا يغرر بهم من أصحاب السوء، ويختطفونهم من ذويهم، محذرا من المخدرات وأضرارها وأصحاب السوء والتصدي لهم بجميع الوسائل الممكنة للوقاية من هذه الأمور التي هي سبب رئيسي في الوقوع في براثن الإرهاب. وأكد على أهمية التفريق بين الجهاد والإرهاب، موضحا أن الجهاد شرع لحماية دعوة الحق القائمة على الإقناع والعدل، ورد الظلم لإنقاذ البشرية، بينما الإرهاب يقوم على العنف والتطرف لتغيير موازين العدل، وإشاعة الرعب بقبول الظلم والرضا به، كما أن الجهاد شرع لدفع الفتنة التي تمنع الناس من سماع صوت الحق. وقال فضيلته «شرع الجهاد للقضاء على سلطة العناصر الفاسدة في ذاتها المفسدة لغيرها، بينما الإرهاب يحمل السلاح في وجه الحق وفي طريق العدل ويخرج الناس من أوطانهم وتسلب منهم ممتلكاتهم ظلما وعدوانا، ولذلك لا يجوز في الجهاد قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعباد، إضافة إلى أن الجهاد الإسلامي يحترم العهود والمواثيق ويحرم الغدر والخيانة، والإرهاب لا يحترم المواثيق ولا يعترف بالعهود، بل من عناصره الرئيسية الغدر والخيانة».