استنكر عدد من العلماء والمشايخ والقانونيين بمحافظة جدة المبالغة في الديات للتنازل عن القصاص وقيمة الصلح في قضايا القتل، داعين للعفو والتسامح، حيث دعا الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية برابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح رجال الدعوة والمشايخ وأصحاب العلم أن يوضحوا هذه القضية. من جانبه، قال فضيلة رئيس المحكمة العامة بمحافظة جدة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الحسيني: إن ما نراه اليوم من تهالك على واسطات الصلح على إسقاط القصاص ويسمونها ديات وإعتاق رقاب إنما هؤلاء يعزفون على وتر الابتزاز برفع سقف مطالبهم مقابل إسقاط الدم. ومن جهته، استنكر الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم الدكتور عبدالله بن علي بصفر المبالغة بطلب الديات بمبالغ كبيرة للتنازل عن القصاص، لافتا إلى أن للصلح أهمية كبرى، فيما شدد رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي على أن ظاهرة طلب الديات الكبيرة أصبحت مقلقة لأولياء القاتل وجماعته. ويرى المحامي والمستشار القانوني علاء بن محمد الغامدي أن المبالغة في طلب تعويض الديات يعد بمثابة إلغاء لمقاصد هذه العقوبة وتحويلها لتجارة مقيتة. ومن جهته، أفاد المحامي والمستشار القانوني الدكتور أحمد بن خبتي الحمدي بأن ظاهرة المغالاة في طلب الديات من قبل ولي القتيل أو ورثته مقابل التنازل عن القصاص تشكل عبئا كبيرا ليس على أولياء أمور المحكومين وأقربائهم فحسب، بل وصل الأمر إلى القبيلة. ومن جهته، أشار رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة جدة الشيخ على بن محمد باطرفي إلى أن أمر المبالغة في فرض الديات تحمل جوانب سلبية بعد أن سجلت أرقاما خيالية أخذت في التصاعد، ما يدعو للعجب وانتفاء مفهوم العفو والتسامح الذي حدد بمعايير وقيم إنسانية نبيلة. وبدوره، شدد مساعد رئيس كتابة عدل جنوبجدة الثانية الشيخ حاتم بن سراج الزهراني على ضرورة تفعيل نشر ثقافة العفو والتسامح بين الناس. ومن جانبه، قال ظافر بن محمد الشلوي من منسوبي كتابة عدل الثانية بجدة: إن الغلو والزيادة في مبالغ الديات والتجمعات من أجل عتق الرقاب أمر لا نرضى به. ونبذ الشيخ علي فرحة الغامدي إمام مسجد بحي النخيل بجدة ظاهرة المبالغة المادية الباهظة لقاء التنازل عن القصاص. وأبان الشيخ هلال القرشي إمام جامع والدة خادم الحرمين الشريفين أن ظاهرة المبالغة في طلب الديات مقابل العفو عن القصاص إلى جانب تجمعات القبائل وإقامة المخيمات من أجل طلب العفو تخدش الصور الإيجابية التي تعكس أصالة شعب المملكة أمام الآخرين. وأوضح يوسف بن عوض الأحمدي، في ذات السياق، أن المغالاة في طلب الديات مقابل العفو عن القصاص تثقل كاهل المطلوبين، بل في حكم التعجيز. ومن جهته، أكد الدكتور أحمد بن سالم الحسيني أحد خطباء الجوامع بجدة على أهمية دور العلماء وأهل الفكر والرأي من أساتذة الجامعات وخطباء الجوامع في تكثيف الوعي الديني بين الناس والتحذير من الظاهرة. وقال مدير إدارة الرعاية والتوجيه الاجتماعي في الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة سابقا ناصر مفرح الزروق إن المبالغة في الديات أصبحت تجارة تصل فيها إلى عشرات الملايين!.