أشاد عدد من المثقفين والأكاديميين ورجال الأمن والمواطنين بالندوة الكبرى التي شهدتها جامعة الطائف حول «دور الشباب في مواجهة الإرهاب»، والتي تعد أولى ندوات سوق عكاظ، وشارك فيها الدكتور عبدالرحمن بن محمد البراك من وزارة التربية والتعليم، والعميد علي أحمد الزهراني من وزارة الداخلية، وقال عدد من الشباب إن هذه الندوات خطوة مهمة لاستغلال المناسبات الثقافية لتعزيز الأمن الفكري بين أفراد المجتمع، وبخاصة الشباب لتحصينهم من الفكر المنحرف وحمايتهم من الأفكار المنحرفة، والتي تؤدي إلى خلخلة الأمن وخلق فوضى في المجتمع ومعرفة كيفية تحصين ولاء الشباب من الفكر الضال. وقال الدكتور عبدالاله باناجه مدير جامعة الطائف، في حديثه ل«عكاظ»، يجب التماشي مع دور الوزارات في مكافحة الإرهاب وتنشئة الشباب على ما يخدم مصالح الدولة وتحصين الشباب من الأفكار الضالة والهدامة التي تؤثر على استقرار وأمن الوطن والسماح للشباب بإعطاء رؤيتهم وأطروحاتهم أمر واجب في هذه المرحلة. وأشار الدكتور جريدي المنصوري وكيل جامعة الطائف إلى أن الندوة جاءت في ظل الأحداث ومتطلبات المرحلة، ومن المؤكد أن الظروف التي تشهدها البلاد تستدعي الوقوف طويلا وعميقا أمام الإرهاب، وكذلك الوقوف طويلا وعميقا أمام الشباب الذين يعول عليهم في المرحلة الحالية والمقبلة في التعاطي مع كل المؤثرات في الداخل والخارج، ومن المهم تحصين المجتمع وأفراده الذين ينبغي أن يحظوا بعناية وهم جيل الشباب، وذلك ليكونوا شركاء في مواجهة الخطر وإيجاد الحلول ومن مواقعهم كونهم يؤثرون على بعضهم، وقال «إن النسيج الاجتماعي عندما يتشرب المبادئ والقيم ستعينه على أداء المهمة المناط به ويكون أقوى أثرا وإنتاجا في تحقيق الأهداف. ويرى الدكتور خضر الثبيتي (جامعة أم القرى) وجوب تكاتف المجتمع كافة والجامعات والقطاعات المختلفة لإقامة ندوات ومحاضرات ولقاءات للارتقاء بتعزيز الولاء والفهم الصحيح للأنشطة الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والأمني، واستثمار المناسبات الوطنية واللقاءات الثقافية مثل سوق عكاظ والجنادرية، وكذلك المهرجانات في المناطق، وذلك لتحصين الشباب والمجتمع وتوضيح خطر الإرهاب الذي يداهمهم وكذلك قطع رؤوس الشر الذين يدسون السم في العسل في المجتمع ويغررون بشبابنا. وتطرق الدكتور صالح الغامدي (جامعة الملك عبدالعزيز) إلى أن الوقت حان للبدء في نشر الفكر الوسطي المعتدل، والذي يعد عملا أكاديميا خالصا، معتبرا أن المهرجانات الثقافية وسوق عكاظ فرصة لتوعية المجتمع عامة والشباب خاصة بمخاطر الإرهاب والتركيز على الأسرة التي لها دور كبير في عمليات متابعة أبنائهم وحرصهم. وقال كل من الشاب خالد حسن وعادل عبدالله وعبدالله سعد والحسن ولي المشاركين من جامعات المملكة إن تخصيص ندوة ضمن نشاط سوق عكاظ لهذا العام لتحصين وتوعية الشباب بمخاطر الإرهاب يتم الاستفادة منها في التوعية بمخاطر الإرهاب وتعزيز الأمن الفكر وعدم الانجراف وراء رفقاء السوء الذين يروجون للفكر الهدام، ويجب أن يكون هناك اهتمام أكثر بالشباب من خلال توفير كافة احتياجاتهم وإعطائهم الثقة في أنفسهم ليمثلوا بلادهم في المحافل العالمية وعدم توجيه الاتهامات للشباب، بل احتضانهم وعدم التقليل من قدراتهم. وأشار الشاب طلال النفيعي إلى أن عقد مثل هذه الندوات والملتقيات العلمية والفكرية في مناسبات وتظاهرات كبيرة يحضرها فئات المجتمع مناسبة جدا وتساعد في إغلاق الكثير من الأبواب التي يسلكها الفكر المتطرف ومن يدعون لهذا الفكر، وهذا الدور يقع على منظمي الفعاليات ومراكز الحوار المختلفة، والتي يجب أن تضاعف جهودها في سبيل استخراج الشباب ومشاركاتهم حواراتهم والتقرب منهم في شتى المجالات التي من خلالها يتم تعزيز مفاهيم الانتماء للوطن ونبذ التعصب ونشر التسامح بين المواطنين.