أجمع أكاديميون وأمنيون على أن توجيه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ بعقد ندوة كبرى ضمن فعاليات السوق لمناقشة خطر الإرهاب على الشباب والمجتمع خطوة مهمة لاستغلال المناسبات الثقافية لتعزيز الأمن الفكري. وأوضح وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة للتنمية أمين اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ زياد بن غضيف أن الأمير مشعل بن عبدالله وجه بعقد ندوة كبرى ضمن فعاليات "عكاظ" وتحتضنها جامعة الطائف لتحصين فكر الشباب من الإرهاب. وأشار بن غضيف إلى أن الندوة أقرت من لدن سموه إيمانا منه بأهمية تحصين الشباب وحمايتهم من الأفكار المنحرفة والهدامة والتي تؤدي إلى خلخلة الأمن وخلق فوضى في المجتمع ، مؤكدا أن الندوة سيديرها متخصصون في الشأن الأمني بحضور طلاب جامعة الطائف. وقال مدير جامعة طيبة الدكتور عدنان المزروع " ما من بقعة عربية على خارطتنا المتسعة الا وتجرّعت مرارة هذا النبت الكريه وشربت من كأسه المرّ, هذا المد الشيطاني الذى لا يحمل عنوانا ولا هويّة " ، مشيرا إلى أهمية امتلاك مقومات الإرادة والفكر الراجح القادرين على صنع دواء يوقف الإرهاب بالحوار لتعود للفكر عافيته , بتقديم الحجة والدليل والبرهان ، انطلاقا من دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله إلى تأصيل الحوار إيمانا منه بأنه كلمة سر الخلاص من شرور الفكر الظلامي الذي يهدد المجتمع والشباب على حد سواءفي كل قطر من العالم. وذكر العميد المتقاعد وأستاذ أصول التربية الدكتور محمد شحات الخطيب، أن عقد الندوات والمؤتمرات والملتقيات العلمية والفكرية الحوارية وغيرها, تساعد كثيرا على تجاوز المداخل التي قد يلج منها الفكر المتطرف , مقترحا أن تقوم المهرجانات ومركز الحوار الوطني بجهود اضافية من أجل مزيد من اللقاءات العلمية والمسابقات الثقافية, التي تعزز مفاهيم الانتماء للوطن على هدي الشريعة الاسلامية. وأكد وجوب تكاتف الجامعات والوزارات لإقامة لقاءات علمية من شأنها الارتقاء بالفهم السياسي للسياسات العالمية , لتعزيز الولاء والفهم الصحيح للسياسات المحلية والانشطة الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والامن وتبين اهدافها وأساليب عملها، منوها إلى أهمية استثمار المناسبات الوطنية والمنابر الجامعية والأنشطة الثقافية ومن بينها الحدث الثقافي سوق عكاظ لتحصين الشباب من خطر الإرهاب. ورأت عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة سامية محمد العمودي، أن الوقت حان للبدء في نشر الفكر المعتدل والذي يعتبر من صميم العمل الاكاديمي ، مشيرة إلى أن سوق عكاظ فرصة سانحة الطلابية لتوعية الشباب من مخاطر الإرهاب لاسيما وأن وزارة التعليم العالي ممثلة في جامعة الطائف أحد ركائز السوق والمعنية أيضا بالشأن الثقافي في السوق. ولفت الباحث والأكاديمي الدكتور زيد الفضيل، إلى ضرورة استغلال كل مناسبة اجتماعية وتربوية ورياضية من أجل التأكيد على خطورة كل عمل يفسد المجتمع ويدخل الضرر عليه سواء بالقتل أو التدمير. وعن رأيه في تخصيص ندوة ضمن نشاط سوق عكاظ لهذا العام لتحصين وتوعية الشباب بمخاطر الإرهاب قال : إن مناسبة كسوق عكاظ تهتم بالأدب والشعر والثقافة ، يمكن الاستفادة منها في التوعية بمخاطر الإرهاب وتعزيز الأمن الفكري. وأقترح الفضيل الاستفادة من الجادة وتقديم عروض تمثيلية رمزية لأهمية التسامح ، وقيمة القبول بالرأي الآخر ، كذلك عرض لوحات فنية تعكس الموضوع وتعبر عنه سواء عبر الفن التشكيلي أو التصوير الضوئي ، والأهم أن تتضمن المسرحية الرئيسية للسوق هذه القيم وتلك المضامين التي من شأنها أن تعزز مفاهيم الأمن الفكري. وزاد " يمكن أيضا تقديم عروض تظهر نتائج الإرهاب في بعض الدول المجاورة التي ابتليت بأفات الصراع الطائفي مثلا وغيره ، فوقع الصور والعروض المرئية مهم لإيصال الرسائل أياً كانت ". وأكد الأكاديمي الدكتور أحمد خليل ضرورة محاربة الارهاب وأفكاره عبر جميع الوسائل المرئية والسمعية, ومن خلال جميع المناسبات الوطنية واستثمارها لتحصين الأجيال وتوعيتها ضد الإرهاب وأخطاره كونها تعود بالأضرار الكبيرة على المجتمع والاسرة والفرد. وأضاف يجب أن يوجه الشباب من خلال المؤسسات التعليمية والتربوية والمناسبات الثقافية بغرس المفهوم الحقيقي للدين والإنتماء للوطن ، وأن تكون هناك فرصة ضمن أنشطة سوق عكاظ لهذا العام لنشر وزيادة التوعية المباشرة للشباب واستمرارها لتساعد في تحصينهم وتبيان أهداف الارهاب لهم بشتى صوره ومغرياته وذرائعه الزائفة وكيفية التغلب والتخلص منه بعقيدة صحيحة وتربية حسنة. المدرب والمستشار الدولي ماهر زغلول، قال " إن توعية وتثقيف الشباب وإطلاعهم على التاريخ أمر بالغ الأهمية , لأن القراءة هي السبيل الوحيد لمحاربة التطرف والتخلف فنحن نمتلك نسبة كبيرة من الشباب المتعلم ولكن تنقصه المعلومات الكاملة والمفاتيح حتى يؤدوا ادوارهم ويكونوا فاعلين في المجتمع وفي الحياة المعاصرة. واقترح زغلول خطوات لتحصن الشباب من خطر الارهاب وذلك بعمل أمسيات مجانية ومحاضرات فكرية , وبرامج تدريبية ,لتعليمهم مهارات التعامل مع الاخرين ومن ثم تطوير أفكارهم ونظرتهم الى أنفسهم ومستقبلهم.