اتفق عدد من المسؤولين على أهمية الأمن لمواصلة الدول حضاراتها وتقدمها ونموها، كونه اللاعب الرئيس في تقدمها واستقرار أركانها، مبينين أن الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت رجال الأمن الأبرياء ما هي إلا محاولات يائسة وبائسة من فئة ضلت الطريق وحادت عن الحق ليكتبوا مصيرهم بأيديهم. وأكد العميد فيصل مسعد الطويلعي مدير الدوريات الأمنية بتبوك، أن على الجهات المختصة تطبيق العقوبات الرادعة بحق المعتدين على رجل الأمن والتي لا يقبلها شرع أو دين وتصدر عن نفوس مريضة، موضحا أن رجال الأمن يؤدون دورهم في خدمة دينهم ووطنهم وحماية الوطن والمواطن بكل تفان وإخلاص ويثبتون في كل يوم كفاءتهم، ومما لاشك فيه أننا ندرك تلك الرسالة النبيلة التي يقومون بها ومدى أهمية دورهم في الحفاظ على الأمن ليسود الأمان في كل أرجاء المملكة، بعد فضل الله ثم اهتمام ولاة الأمر والقيادة الرشيدة التي عملت على تكريس كافة الإمكانات لرجل الأمن حتى يظهر في مظهر حضاري لائق ومميز بين شعوب دول العالم في بلد أودع الله فيها الحرمين الشريفين، فأصبحت قلب العالم وقبلة الإسلام والمسلمين، لافتا إلى أن تضافر جهود المجتمع قادرة على أن تختصر العديد من المسافات التي تجعل من مكانة وهيبة رجل الأمن في وضعها الصحيح واللائق. وبين الشيخ فهد بن حسن السويح رئيس هيئة الأمر بالمعروف بمنطقة تبوك، أن الأمن يحتل مكانا بارزا في المجتمع المعاصر لاتصاله بالحياة اليومية، ويعتبر نعمة من بها الله عز وجل على عباده المؤمنين، وتابع: لاشك أن اهتمام الدين الإسلامي بالأمن نابع من كون الحياة الكريمة التي يدعو إليها لا تتم إلا بتوفر مقوماته في المجتمع، والتعدي على رجال الأمن يؤدي إلى مخاطر جسيمة وعلينا أن نقف معهم ونساعدهم في تأدية واجبهم وهذا يؤكد أن المسؤولية الأمنية مسؤولية جماعية ومجتمعية». ويشير موسى بن مصطفى العبيدان الدكتور بجامعة تبوك إلى أن رجل الأمن يقوم بواجب وطني يحتمه عليه عمله لحماية الوطن، والاعتداء عليه اعتداء على الوطن ولهذا لابد من تنشئة المواطن وتعويده على الالتزام بأحكام التشريعات النافذة، فالأمن مسؤولية جماعية ورؤية مستقبلية، ولذلك تحرص المجتمعات الراقية على غرس روح الانتماء والولاء في أبنائها ليكونوا مواطنين صالحين يحترمون القانون والقائمين على تنفيذه وأولهم رجل الأمن، وتابع: «الاعتداءات على رجال الأمن خط أحمر ولا نقربه ويجب أن نحترم هؤلاء الرجال الذين يعملون بكل جد واجتهاد لحماية الوطن، ومن يسيء لرجل الأمن يجب أن يعاقب ويطبق بحقه القانون ويكون عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على رجل يمثل القانون والشرعية». ويقول الشيخ محمد بن كريم العطيات: «الأمن أعظم المطالب للإنسان في حياته، لذلك حري به أن يكون من المساهمين في استتبابه، ورجل الأمن هو أشد الناس اهتماما وعناية وحرصا على تحقيق الأمن في المجتمع المسلم ثم المحافظة عليه، ومن خلال موقعه في المجتمع ينظر إليه الآخرون على أنه الملاذ الآمن بعد الله ويمنح الثقة الكاملة والأمان على الأعراض والأموال والأنفس، ويجب أن يكون لدينا كمواطنين ثقافة في التعامل معهم مبنية على الاحترام والتقدير وتفهم كل منا لدور الآخر وليس مقبولا على الإطلاق التهجم لفظا أو فعلا على من يرتدي بزته العسكرية التي تمثل جهة رسمية من أجهزة الدولة والتي لها احترامها، ناهيك عما سيحدثه ذلك من تقليل واستهتار برجال الأمن وهذا لا نقبله على الإطلاق، لذا يجب توعية المواطن وتثقيفه بأهمية دور رجال الأمن ويكون هناك حساب رادع لكل من يتهجم عليهم، فالمواطن ورجل الأمن جميعهم أبناء وطن ولكل منهم دور يؤديه لخدمته، فيجب أن تبنى العلاقة على الاحترام والتقدير، ورجال الأمن زرعوا احترامهم في نفوس المواطنين من خلال تفاعلهم وتعاملهم الراقي». ويشير الشيخ آدم محمد البدير، إلى أن الاعتداء على رجل الأمن جريمة كبرى وتطاول خطير على النظام، ومثل هذه التصرفات من أنواع التعدي على الدولة، مشددا على ضرورة احترام النظام من كل مواطن والحفاظ على هيبة رجل الأمن وردع كل من تسول له نفسه المساس بذلك، فالاعتداء عليهم ليس من أخلاق المسلم أو المتحضر ومتى ما فقدت هيبتهم فقد الأمن. وأضاف خالد فايز السحلي الخبير التربوي ورئيس قسم العلوم بتعليم تبوك: «الدور الذي يقوم به رجال الأمن في حماية أمن الوطن والمواطنين هو محل إشادة وتقدير وأي استهداف واعتداء عليهم إساءة لأمن الوطن ومخالفة لأمر الدين، وعلينا إدراك أهمية دورنا في استقرار وأمن وسلامة وطننا، كون أن للمواطن دورا هاما في تكملة دور رجال الأمن وهنا لابد من إيجاد منظومة متكاملة من التعاون من خلال تأهيل معاني القيم الإنسانية بين أفراد المجتمع وتنمية الإحساس لدى المواطنين بأنهم جميعا رجال أمن يشاركون في حفظ الأمن والاستقرار، ونحن نعتز ونفخر بما ننعم به جميعا في وطننا الغالي من طمأنينة وأمن وسلامة لا مثيل لها».
