أوضح رئيس لجنة الأخلاقيات الطبية بمستشفى جامعة الدمام الدكتور عبدالله بن سرور الجودي، أن وسائل الإعلام تعتبر مصدرا مهما من مصادر المعلومة الصحية لغير المتخصصين، حيث تشير الأبحاث العلمية إلى أن هذه المصادر يمكن أن تزيد من مستوى الوعي بالمشاكل الصحية عند الجمهور بل قد تساعد في تبني الممارسات الصحية الجيدة، مبينا أن التلفزيون يعتبر أحد أهم هذه المصادر بما يعرضه من أخبار وبرامج مباشرة يقوم على إعدادها وتقديمها الإعلاميون المتخصصون وغير المتخصصين والأطباء وغيرهم من الممارسين الصحيين، إلا أن هناك تحفظات منشورة من بعض الباحثين على جودة المادة العلمية المقدمة في الأخبار الطبية من حيث اكتمالها ودقتها. وأضاف: «لم تحظ برامج التوعية الصحية التلفزيونية بالاهتمام نفسه الذي حظيت به الأخبار إلى أن نشرت المجلة الطبية البريطانية قبل أسابيع دراسة كندية شاركت في تحكيمها واختيارها للنشر لبرنامجين من أشهر برامج التوعية الصحية المباشرة في أمريكا بل ربما في العالم هما برنامج «دكتور أوز» وبرنامج «الأطباء»، اختار الباحثون عشوائيا 160 نصيحة من أقوى نصائح البرنامجين وأخضعوها لاختبارات «الطب المبني على البراهين» لمعرفة مدى اعتمادها على الدليل العلمي، وقد وجدوا أن 33 % من نصائح برنامج «دكتور أوز» و 53 % من نصائح برنامج «الأطباء» تؤيدها الأدلة العلمية المنشورة، وأن 11 % من نصائح برنامج «دكتور أوز» و 13 % من نصائح برنامج «الأطباء» تعارضها الأدلة العلمية. وأشار إلى أن هذه الدراسة الوصفية تثير أسئلة جوهرية حول جودة المادة المقدمة في برامج التوعية الصحية التلفزيونية تجعل المشاهد يتحفظ من مصداقية ما يعرض فيها، فإذا كان مثل هاذين البرنامجين المشهورين - اللذين يقوم على إعدادهما وتقديمهما أطباء متخصصون - بهذه الحالة من حيث اعتماده على الدليل والبرهان في كل ما يقال فيه فما البال بغيرهما من البرامج، وهذا يلقي بالمسؤولية على عاتق القائمين على إعدادها وتقديمها وعلى القنوات التي تعرضها ولكن تبقى المسؤولية الأكبر على المسؤولين في وزارة الإعلام والقطاعات الصحية لأنهم مسؤولون بشكل مباشر أو غير مباشر عن كل ما من شأنه أن يؤثر سلبا على التثقيف والتوعية الصحية للجمهور.