قد نخجل من أنفسنا ونحن نجلس في منازلنا نترقب العواصف بأسمائها المختلفة من «زينة» إلى «هدى» والحبل على الجرار، فيما النازحون السوريون في لبنان والأردن وتركيا والداخل السوري يواجهون العواصف بخيمة مهترئة وأقدام حافية لأطفال لا ذنب لهم إلا أن لدولتهم شخصا يدعي أنه رئيس ويدعى بشار الأسد. نخجل ونحن نشاهد كل هذا القهر وكل هذا الظلم وكل هذا العذاب، لرجال ونساء وأطفال تحيتهم سلام كتحيتنا.. نخجل من شعاراتنا التي تمتلئ بها قصائد الشعراء من امرؤ القيس في الجاهلية إلى أصغر شاعر يوقع كتابا في معرض ما اليوم. نعم.. نخجل من كل ما نحمل ونحن نرى هؤلاء النازحين السوريين يحملون كل آلام الأرض وأوجاع السماء. أربع سنوات على مأساة اسمها سوريا ولا شيء في أفق الحلول يلوح.. أربع سنوات والقاتل يستعرض في مرآب آلياته كيف أنه مصمم على القتل وأربع سنوات كانت كفيلة أن تجعل الطفل شابا والشاب رجلا والرجل كهلا، أن تنتج جيلا جديدا بدأ يتكلم الآن أولى كلماته ومفرداته هي إغاثة، وغطاء، وهذا ما لا يتمناه في الأعياد السعيدة. أربع سنوات مرت على مأساة الشعب السوري وهو رهينة احتلال النظام الأسدي القميء.. لكن السؤال متى نتحرك؟ المأساة السورية بوجهها الإنساني لم تعد تكفيها أغطية ومواد غذائية ولا مؤتمرات وبيانات سياسية، الأزمة السورية باتت بحاجة إلى حل سياسي جذري يقوم على إحقاق العدالة والحق لهذا الشعب المسكين. أربع سنوات قهر تكفي كي يهب الجميع لإيجاد الحل وكي يقتنع البعض أن ورقة القاتل سقطت والدفاع عنه بات جريمة في حد ذاته. عندما يسكت الجميع تتمكن العواصف من «زينة» إلى «هدى» وغيرهن من الفتك بأطفالنا.. متى تنتهي مأساة اللاجئين.. متى؟ سؤال إلى العالم الصامت والمتفرج على اللاجئين ولم يحرك ساكنا!.