شيعت جموع غفيرة فجر أمس الشهيد العميد عودة البلوي قائد حرس الحدود بمنطقة الحدود الشمالية إلى مثواه في مقبرة العدل بمكةالمكرمة، بعد الصلاة عليه بالمسجد الحرام عقب صلاة الفجر. وتقدم المشيعين مدير عام حرس الحدود بالمملكة اللواء عواد البلوي وأشقاء الشهيد سالم وسعد وعلي ومحمد وأحمد وأبناؤه محمد وريان وسلطان وهتان ومشاري، وعدد كبير من قيادات حرس الحدود وبعض المسؤولين بالعاصمة المقدسة وزملاء الشهيد وأقاربه وجموع من المواطنين. كما أدت، أدت جموع غفيرة صلاة الجنازة على جثماني الشهيدين العريف طارق حلوي والجندي يحيى النجمي، وتقدم المصلين في جامع خادم الحرمين الشريفين نيابة عن أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر وكيل الإمارة الدكتور عبدالله السويد، ومدير عام حرس الحدود اللواء عواد البلوي وقائد حرس الحدود بمنطقة جازان ووكلاء الإمارة ومديرو الأجهزة الأمنية والإدارات الحكومية وعدد كبير من الضباط والأفراد وأعيان المجتمع. بعدها انتقل جثمان العريف طارق حلوي إلى مسقط رأسه بقرية حلوي التابعة لمحافظة أحد المسارحة لدفنه في قريته بعد الصلاة عليه عصرا، فيما حمل ذوو الجندي طارق حلوي جثمان شهيدهم إلى قريته لتأدية صلاة الجنازة عليه. وكان اللواء عواد البلوي مدير عام حرس الحدود وعدد من الضباط وصلوا إلى جازان بعد الصلاة على جثمان الشهيد البلوي في مكة، حيث اتجهوا إلى جامع خادم الحرمين الشريفين ليلتقي بذوي الشهيدين وأبلغهما برسالة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية مثمنا دور الشهيدين في الذود عن وطنهما والتصدي لأيدي الإثم والعدوان، وهو حريص على سلامة أبنائه المواطنين أينما كانوا وأن استشهاد ثلاثة من حرس الحدود في يوم واحد على أيدي عابثين لن يمنعهم من مواصلة مشوار حماية وطنهم الذي يستحق أن يفدى بالأرواح والدماء، وقال: مستمرون في تقديم حياتنا لهذا الوطن حتى لو بقي فينا شخص واحد، والتضحيات التي يقدمها إخواننا في حرس الحدود تأكيد أن ثرى المملكة لن يدنسه العابثون مهما فعلوا ومهما حاولوا ومهما استخدموا من وسائل الترهيب والتخويف، لافتا إلى أن السور الشائك أثبت فعالياته في منع دخول المتسللين والخارجين عن القانون، وبين أن رجال الأمن في المملكة لقنوا المعتدين دروسا في مواقع كثيرة وحدود بلادنا ستبقى آمنة بفضل الله ثم يقظة رجال الأمن البواسل وتضحياتهم المستمرة في سبيل الذود عن الوطن، وجاهزون لأي محاولة اعتداء على هذا الوطن، مشيرا إلى أن هذا الاعتداء الغاشم الذي راح ضحيته العميد البلوي وزميلاه كان غدرا بعد أن أوهمهم الجناة أنهم يريدون الاستسلام، سائلا الله أن يغفر لكل الشهداء ويتقبلهم عنده. من جهته، نقل وكيل إمارة جازان الدكتور عبدالله السويد لذوي الشهيدين مواساة وتعازي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان، مؤكدا فخر القيادة الرشيدة بأبنائها وبأعمالهم البطولية وأن وطنهم لن ينساهم. من جهته، عبر منصور بن حمدان البلوي رئيس نادي الاتحاد السابق وقريب الشهيد عن اعتزازه بالمواقف البطولية التي سطرها رجال الأمن في بلادنا للذود عن حدوده، مشيرا إلى أن ما قام به الشهيد وزملاؤه الذين استشهدوا معه هو رسالة لكل معتد أو من تسول له نفسه، أن الشعب السعودي ورجال الأمن لن يتوانوا عن تقديم أرواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن، وأضاف: «لقد كان الشهيد محبوبا من الجميع ودائم السؤال عن أحوال أقاربه وحريصا على التواصل مع الجميع في جميع المناسبات»، مشيرا إلى أنه على الرغم من الحزن على وفاته إلا أن الجميع فخورون باستشهاده دفاعا عن الوطن. وبين العميد محمد بن عبدالله العصيمي مدير قوة الضبط الإداري بقوة أمن المسجد الحرام، أن يد الغدر والخيانة والإرهاب لن تنال من أمن هذا الوطن، مشيرا إلى أن الجميع يقفون صفا واحدا في وجه أي محاولة اعتداء على أي شبر من أرض المملكة. وكان جثمانا الشهيدين العريف طارق حلوي والجندي يحيى نجمي، وصلا إلى مطار جازان في الرابعة و15 دقيقة من فجر أمس الثلاثاء على متن طائرة خاصة أمر بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية لنقل جثماني الشهدين إلى مسقط رأسيهما، حيث كان في استقبال الجثمانين، عدد من المسؤولين وشيوخ قبائل جازان، وجمع غفير من المواطنين، إلى جانب عدد من منسوبي حرس الحدود بالمنطقة بقيادة اللواء محيا العتيبي فضلا عن عدد من رجال الأمن العام بقيادة مدير شرطة منطقة جازان اللواء ناصر الدويسي، ومن ثم نقل الجثمانين إلى المستشفى العام عبر سيارات إسعاف خاصة بحرس الحدود. من جهته ، عبر منصور أحمد البلوي ابن أخ الشهيد قائد حرس الحدود بالمنطقة الشمالية العميد عودة بن معوض البلوي، عن عظيم حزنه بالمصاب الجلل مستدركا بقوله: «نحسبه إن شاء الله من شهداء الواجب الذين يقدمون أرواحهم فداء لأرض الوطن»، موضحا أن الجميع يشعر بالحزن لفراقه ولكن سلوانا بأنه شهيد ومقدام ورجل مواقف قدم روحه عطاء للوطن، وأتقدم بالعزاء إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -شفاه الله وعافاه- وإلى ولي عهده الأمين ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، الذي قدم كافة الدعم والتسهيلات بنقل أهل الشهيد وذويه من محافظة الوجه إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة، ونقل الجثمان والصلاة عليه في مكةالمكرمة تلبية لوصية الشهيد، وهذا ليس بمستغرب على سموه وعطائه ودعمه لأبناء القطاع العسكري، ويتابع: «عرفنا جميعا عن عمي قوة الإيمان والأخلاق النبيلة فهو مثال للرجل الشجاع المقدام الذي لايخشى في الحق لومة لائم»، مشيرا إلى أن أسرة الفقيد وزوجتيه وأبناءه متمسكون بالصبر والدعاء كونه شهيدا وبطلا شجاعا قدم روحه فداء للوطن. مشاهدات: * كان في استقبال جثمان الشهيد البلوي عند وصوله إلى الحرم المكي الشريف قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام العميد محمد بن وصل الأحمدي. * وصل جثمان الشهيد في سيارة إسعاف تابعة لقوات حرس الحدود. * أدت جموع غفيرة صلاة الجنازة على جثمان الشهيد بعد وصوله إلى مقبرة العدل. * وصلت قيادات حرس الحدود وزملاء الشهيد في باصات مخصصة. * توافد عدد كبير من أقارب الشهيد من عدد من مناطق المملكة لتشييع الجثمان والصلاة عليه، حيث وفرت لهم قيادة حرس الحدود باصات لنقلهم إلى الحرم المكي الشريف والمقبرة. * يحيى الغروي مساعد مدير مطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز حرص على تسهيل دخول الإعلاميين وذوي الشهداء إلى أرض ساحة المطار وقدم لهم المشروبات وحتى وقت وصول الطائرة. * اللواء محيا العتيبي قائد حرس الحدود بمنطقة جازان، حرص على الحضور برفقة عدد كبير من زملائه الضباط. * مدير شرطة منطقة جازان اللواء ناصر الدويسي، كان على تواصل دائم ومباشر مع الإعلاميين أثناء فترة انتظار الطائرة.