تنطلق الفنانة ثريا آل غالب في اعمالها الجديدة بلوحات أكثر نقاء وجمالا بعيدا عن الطرح المباشر فتجد في لوحاتها فراغا وفضاءات لونية لتحير المتلقي هل هي فجوات تشغلها الفنانة ام انها استدلال واستعارة لونية ببوح فرشاتها، ربما هي اسقاطات روحية من مخيلتها على اسطح لوحاتها تعطي جمالا كونيا برموز غير مباشرة ولا منتهية عبر نقاء اللون تارة وضبابته تارة اخرى حملت بين جنباتها فلسفات تعبيرية وتوغلت في اللاوعي الكلي للموجودات والوجود. تبحر ثريا بألوانها الثلجية في عالم غامض ربما ان ما يدور حولها من احداث اجتماعية كان له دور واضح في تغير اسلوبها والخروج من الواقعية البحتة الى عالم مليء بالتجريد والحس الجمالي لتنضم الى قائمة طويلة من الفنانين والفنانات اتخذوا اسلوب التجريد طريقا ونهجا ربما انها خالفتهم بعض الشيء في ترك مساحات للتخيل وجمع قراءات مختلفة بين الواقع والخيال. يتضح بعد فكر الفنانة وثقافتها في التعامل مع اللون الذي نتج عن اطلاعها على كافة الوان واشكال الفنون العالمية كونها متذوقة لكثير من الاعمال بحكم زياراتها لمتاحف عالمية اثرت بالطبع على نتاجها الفكري الذي خرج من الصمت بين خيوط فرشاتها الى النطق بين ثنايا لوحاتها لتخرج اعمالا متحفية جديرة بالاحترام. ثريا فنانة محترفة، ترسم من نعومة اظفارها والرسم بالنسبة لها رحلة الى عالم خاص تشعر فيه بالحرية والنشوة، تستعد حاليا لإقامة معرضها الشخصي الثالث الذي اكدت ل«عكاظ» انه سيكون منعطفا هاما في تاريخها الفني وانه سيكون تجربة جديدة لها في عالم التجريد وعالم الالوان الاكثر حيوية ورونقا. الفنانة اقامت عدة معارض فنية في المملكة وشاركت في العديد من المناسبات والمعارض داخل وخارج المملكة، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات.