يظل الخبيران في الكرة السعودية سعيد غراب وأمين دابو بحكم نجومية المستطيل الخضر كلاعبين، وفي الأجهزة الفنية كمدربين، حيث درب كلاهما في فئات ناديي الاتحاد والأهلي، حتى أن كليهما درب في ناديه وفي النادي المنافس؛ لذا يظلان الأقرب والأحق بالكلام عن مناسبة كبيرة عاشها «الاتحاد»، وهي مناسبة الاحتفاء ب88 عاما من عمر النادي. «عكاظ» جمعت النجمين في حديث ذكريات، وذلك باصطحاب الغراب في مساء كروي جميل إلى منزل دابو الذي رحب بنا في «مركازه الخاص» في منزله، وهو صالون المشاهدة الخاص بالمباريات، إذ أن برنامج دابو اليومي لم يزل بين التمارين والمشاهدة، وليس بعيدا بحال من الأحوال عن الرياضة والمستديرة تحديدا، كذلك سعيد غراب الذي يواصل الاستزادة عن كل التدريب من خلال تعامله مع الأكاديميات الكروية في العالم، بعد أن كان قد حصل على دورة تدريبية في البرازيل قبلا. كان محور اللقاء «88» عاما اتحاديا ماذا صنعت من الاتحاد ناديا وكيانا، وماذا يمكن أن يكون عليه مستقبل النادي وهو يحتفل مستقبلا بالمئوية، فقط بعد 12 عاما. بداية يقول النجم غراب: في رأيي، الاتحاد يختلف عن غيره من الأندية في كل شيء، فعلى مستوى التأسيس مثلا كان له قصة تختلف عن غيره من الأندية، فأهداف تأسيسه كانت من أجل صناعة مجد رياضي لجدة، حتى أنه نادٍ اكتسب صفته كنادي الشعب بإرهاصات تكوينه الأولى، إذ أن نجومه هم من أسر جدة العريقة في محيطها الرباعي الأعمق «حارات اليمن والشام والبحر والمظلوم» وغيرها، أي كبار الأسر فيها، ومن بسطاء جدة، ومختلف الطبقات فيها، فاكتسب مسمى نادي الشعب ونادي الكبار والكادحين في نفس الوقت وغيرها.. ويقول النجم أمين دابو: الذي أراه أن سر عمق الاتحاد وتجذره في تاريخه إلى جانب جمهوره المتميز، فجمهوره يقف إلى جانبه سواء كان عائدا منتصرا أو خاسرا في «معركة ما...»، في الوقت الذي لا يتورع فيه هذا الجمهور من مهاجمة وانتقاد الإدارة، بينما يضع لاعبيه ونجومه على الرأس حتى في حال الإخفاق، هذا ما يميز الاتحاد من غيره، وبالنسبة لي عندما كنت لم أزل العب للأهلي كنت استمتع كثيرا في مبارياتنا أمام الاتحاد، وأتلذذ كثيرا عندما أوفق في التسجيل ضده عندما أكون أنا ومدرج الأهلي في متعة مقابلة لسخط مدرج الاتحاد ساعتها، الاتحاد كان لديه جمهور مدرج يستطيع من خلاله أن يقوي وينشط ويشد من أزر لاعبيه بشكل حماسي مختلف، أما اليوم فجمهورنا في مدرجات الأهلي لم يقل تعدادا وحماسا عن مدرج الاتحاد، وعلى من يريد التأكد يمكنه اليوم ببساطة أن يتعرف على ذلك من خلال ملعب الجوهرة في جدة. الاتحاد كيان يستحق التهنئة من القلب في كل مراحل نجوميته وتسطير التاريخ والأمجاد المتلاحقة. ** يعود الكابتن سعيد غراب ليتحدث عما يربطه بالنادي ليقول: تاريخي كلاعب ارتبط بالاتحاد رغم لعبي للأهلي والنصر، فالاتحاد هو من تناغم معي وتناغمت معه في صناعة الأمجاد الكروية التي كانت تصب بلا شك في صالح الوطن من خلال «الأخضر السعودي» الذي أتمنى لأبنائه اليوم في أستراليا التوفيق في نهائيات أمم آسيا، متجاوزين عثرات وأخطاء المدربين، مع أمنياتي بأن يأتي اليوم الذي يفكر فيه المسؤولون بالمدرب الوطني المؤهل لقيادة الأخضر، فليس من إدراك بمصلحة الكرة السعودية أكثر من أن تولى القيادة لأبناء المملكة من المدربين المؤهلين الذين تلتقي أفكارهم مع مصالح الوطن في المستطيلات الخضراء ومع أفكار المواهب الكروية في الملاعب للخروج بأفضل ما يمكن من عوامل تتصدر بها الكرة السعودية المشهد الآسيوي على أقل تقدير. ويستطرد الغراب قائلا: أنا والاتحاد صنوان استفاد كلانا من الآخر، وخدم كلانا الآخر، فمثلما قدمت للاتحاد، كذلك قدم لي هذا النادي مجدا وتاريخا وصنع مني اسما رياضيا مشاركا في الحياة بوضوح. ويقول النجم أمين دابو: خذ مني، وجود وقوة النادي الأهلي في مواجهة الاتحاد، بل والتفوق عليه حتى في أفضل حالاته «في الأغلب» يدلل على أن الأهلي واحد من أسباب عملقة الاتحاد في التاريخ الرياضي السعودي، وأنا استمتعت كثيرا كلاعب بمجدي الاتحاد والأهلي الأول في فترة تدريبي لفئاته في فترة ما.. والثاني لأنه صنع نجومية أمين دابو لاعبا من خلال عراقته هو الآخر، فالأهلي مقارع للكبار، بل هو «قلعة الكؤوس» ولا ينكر ذلك إلا من لا يعرف الأهلي. على العموم، أهنئ هنا نادي الاتحاد الكبير بتاريخه ونجومه ومسؤوليه، وأتمنى له التوفيق دوما في مرحلته هذه التي لم يتبق منها إلا 12 عاما ليحتفل بمئويته الأولى. الأمسية كانت فرصة لنتجول معا في ردهات تاريخ وأرشيف الكابتن أمين دابو، حيث حملت الكثير من جوانبه كؤوس ودروع التميز لهذا اللاعب الفذ طوال مشواره مع النجومية في قلعة الكؤوس أو أهلي الكؤوس، وبين صور أمين منذ طفولته وهو يتناغم حبا مع الكرة، مرورا بنادي الإسماعيلية الذي كان أحد نجومه، وصوره مع نجوم العالم في مراحل مختلفة من مشواره مع الكرة. ثم كان لا بد أن يدور حديث الذكريات وشريطه الكبير بين النجمين ونحن نتجول في ردهات وجدران الذكريات العتيدة في وجدان وذاكرة أمين دابو.. حيث مررنا بصوره مع مارادونا الذي شارك الأهلي أفراحه في مناسبة أثيرة هنا في جدة، وصوره مع كبار نجوم العالم هنا وهناك، كما كانت له العديد من الصور مع «صهره، عديله» لاعب الأهلي المصري السابق زكريا ناصف. ومع أشهر مدربي البرازيل في عز أيام الأهلي السعودي ديدي وتيلي سانتانا.