دعا استشاري الأطفال الدكتور سميح غالب الى عدم تجاهل آلام البطن التي قد يشكو منها الأطفال الصغار، مبينا ان هناك نوعين من آلام البطن وهما؛ متاعب حادة ومتاعب مزمنة، وغالبا ما تكون الآلام الحادة الناجمة عن التهاب الزائدة الدودية مثلا شديدة جداً لدرجة تحتم على الآباء في معظم الأحوال اصطحاب طفلهم إلى اقرب مستشفى، اما الآلام المزمنة فهي آلام تنتاب الطفل مرة واحدة في الأسبوع على الأقل على مدار شهرين وتتفاوت هذه الآلام من حيث شدتها، وبالطبع يمكن أن يتكرر حدوثها. وأشار الى انه من المهم معرفة موعد حدوث الألم، فمثلا إذا استيقظ الطفل ليلا بسبب الألم، فيعد ذلك مؤشراً إلى وجود مشكلة عضوية، ويسري ذلك أيضاً إذا توقف الطفل عن اللهو واللعب بسبب الألم، أما المتاعب الوظيفية فتسبب المشكلات نهاراً على الأرجح، وعادة ما يتسبب الأطفال في صرف الانتباه عن هذه الآلام، ولكن يمكن ملاحظة هذه الآلام في معظم الأحوال في نطاق سرة البطن، وليس في الجزء العلوي أو السفلي من البطن، كما أنه إذا كانت المتاعب مصحوبة بحمى أو إسهال أو قيء، فإن ذلك يعد مؤشراً إلى وجود التهاب. واشار الى أن الآلام الحادة قد ترجع إلى أسباب عدة، منها التهاب الزائدة الدودية أو عدوى في المعدة والأمعاء، لاسيما لدى الأطفال الصغار، كما أن العدوى التي تصيب الكلى ومجاري البول، وكذلك الالتهاب الرئوي، قد يظهران في صورة آلام بالبطن، وفي حالة الالتهابات المزمنة يمكن من خلال الاختبارات استيضاح ما إذا كان الطفل يعاني مثلا عدم تحمل اللاكتوز أو سكر الفاكهة أو الغلوتين. وخلص د. غالب الى القول انه إذا لم يتم الوصول إلى تشخيص واضح من خلال الأعراض السريرية، واختبارات الدم والفحوص بالموجات فوق الصوتية، فقد يكون من المناسب إجراء فحوص بالمنظار على المعدة والأمعاء، فإذا كان الطفل يشكو من حموضة أو حرقان في الجزء العلوي من البطن، فيمكن استيضاح سبب ذلك من خلال عمل منظار للمعدة، وربما يرجع سبب هذه المتاعب إلى حدوث ارتجاع في المريء، أي صعود حمض المعدة إلى المريء، وإذا تم استقصاء جميع الأسباب العضوية، وظل الطفل يشكو من المتاعب، فينبغي على الآباء أن يأخذوا هذا الأمر على محمل الجد أيضاً، فربما ترجع هذه الآلام إلى أسباب نفسية مثل الخوف من المدرسة أو الامتحانات، ولابد هنا التعامل مع هذه الآلام والمخاوف.