هو حالة مرضية تلتهب فيه الزائدة الدودية وتمتليء بالصديد. الزائدة الدودية عبارة عن جراب يشبه الإصبع يظهر من القولون أسفل الجهة اليمنى من التجويف البطني . ورغم أن هذا التكوين الصغير لا توجد له أي وظيفة عضوية معروفة لكن هذا لا يعني أنها لن تسبب أي نوع من المشاكل . الشكوى أوالعرض الرئيسي لهذا الالتهاب - عادة - والذي يميزه عن غيره هو الألم الذي يبدأ حول منطقة السرة وبعد ذلك يغير اتجاهه ليصبح أسفل الجهة اليمنى من البطن ، وغالباً مايزيد هذا الألم في فترة تتراوح بين (6 إلى 12 ساعة) إلى أن يتحول أخيراً إلى ألم شديد جداً . و هذا الالتهاب قد يصيب أي شخص من أي عمر ، ولكنه غالباً ما يأتي لأشخاص تتراوح أعمارهم ما بين (15-30) سنة ، وعلاجه المتعارف عليه هو إزالة تلك الزائدة الملتهبة جراحياً . ماهي أعراض التهاب الزائد الدودية ؟ التهاب الزائدة الدودية قد يسبب أعراضاً مختلفة تتغير بمرور الوقت على النحو التالي : · أكثر شكل يأتي به هذا الالتهاب في بدايته هو الألم الذي يبدأ حول منطقة السرة وبعد ذلك يغير اتجاهه ليصبح أسفل الجهة اليمنى من البطن . · ومع انتشار وتفشي الالتهاب إلى الأنسجة المجاورة يصبح الألم أكثر حدة وقوة . · أخيراً يبدأ الألم بالاستقرار أسفل الجهة اليمنى من البطن – قريباً من الزائدة الدودة في منطقة تدعى (نقطة مَكبِرني) – وهذه النقطة تقع في منتصف المسافة بين السرة وأعلى منطقة الحوض اليمنى . ورغم ذلك قد يتغير موقع الألم اعتماداً على عمر المريض وموضع الزائدة الدودية خاصة عند الأطفال والحوامل حيث يأتي الألم في أماكن مختلفة . ما الذي يجعل الألم أكثر سوءاً ؟ إذا تم الضغط بلطف على موضع الألم فإن المريض سوف يشعر بزيادة في الألم ، وكذلك عندما تبعد يدك عن تلك المنطقة خاصة إذا قمت بذلك بسرعة مفاجئة ، وذلك يدعى بالألم المرتد ، و يزيد الألم كذلك مع السعال و المشي أو أي حركة عنيفة . هذا بالتحديد يحدث لأن الزائدة الدودية الملتهبة ملاصقة للخِلب (وهو الغشاء المشابه للحرير والذي يبطن الجدار الداخلي للتجويف البطني) ، ويمكن التقليل من حدة الألم إذا نام المريض على جنبه أو قام بثني ركبتيه باتجاه صدره. هل هناك أعراض أخرى غير الألم ؟ بالإضافة إلى الألم قد يعاني المريض من واحدة أو أكثر من أعراض التهاب الزائدة الدودية التالية : · غثيان قد يصاحبه قيء أحياناً . · ارتفاع بسيط في درجة الحرارة والتي تبدأ بعد ظهور الأعراض الأخرى . · إمساك . · عدم القدرة على إطلاق الريح . · إسهال . · انتفاخ بالبطن . ماهي مسبباته؟ ليس من الدائم وضوح أسباب حدوث الالتهاب بالزائدة ولكنه قد يحصل نتيجة أحد الأسباب التالية : · الإنسداد : حيث أن فضلات الطعام أو جزء قاس من البراز (حصوة برازية) تحتجز بالفتحة المؤدية للزائدة الدودية . · العدوى : التهاب الزائدة قد يأتي بعد الإصابة بعدوى مثل : عدوى فيروسية للمعدة والأمعاء أو نتيجة أي نوع آخر من الالتهابات. وفي كلتا الحالتين سوف تغزو البكتيريا(كائنات دقيقة تسبب الأمراض) الزائدة سريعاً مسببة ذلك الالتهاب والصديد الذي يملؤها ، وإذا لم تعالج في الموعد المحدد فإنها غالباً سوف تنفجر . متى يجب أن تذهب للطبيب؟ إن الأطفال – غالباً - أكثر عرضة لانفجار الزائدة من الكبار ، لأنهم لا تأتيهم الأعراض المعتادة مما يؤخر تلقي العلاج ، ولذا فمن الأفضل ألا يؤخذ ألم البطن عند الأطفال بخفة ، حتى إذا شك الأبوان بمغص البطن المعتاد - غير المقلق – فإن عليهما الاتصال بالطبيب للتأكد من ماهيته . كيف يمكن تشخيصه وماهي الاختبارات الازمة له ؟ الألم المصاحب للالتهاب قد يتغير مع مرور الوقت ، ولذا يكون التوصل إلى التشخيص صعباً – أحياناً - بالإضافة إلى أن ألم البطن قد يأتي مع العديد من الأمراض وليس مع التهاب الزائدة الدودية فحسب . وهذه أمثلة لبعض الحالات المسببة لألم بالبطن والتي قد تكون مشابهة لالتهاب الزائدة الدودية : · حمل في غير موضعه : وهو الحمل الذي يحدث خارج الرحم والذي قد يسبب نفس الألم . · تكييس المبايض : تكيس المبيض الأيمن قد يسبب نفس الألم في نفس المنطقة . · حصوة الكلى : في بعض الأحيان تنزل الحصوة بالكلية اليمنى إلى المثانة وهي في طريقها تحتجز بالحالب مسببة ألماً يشابه ألم الزائدة خاصة عند الكبار . · مرض الكرُون : وهو التهاب مزمن في الجهاز الهضمي له نفس أعراض الالتهاب . للحصول على تشخيص : للحصول على التشخيص الصحيح فإن الطبيب – غالباً- ما يطلب منك تاريخ المرض والأعراض والعلامات الدالة عليه ، ثم يقوم بعد ذلك بفحص البطن بحثاً عن تيبس عضلات البطن نتيجة الالتهاب (صَمَل) أو نتيجة للضغط الذي حدث فوق الزائدة الملتهبة . وحينها يوصي الطبيب بعمل بعض الاختبارات وهي : · اختبار للدم : وهذا يساعد الطبيب للتأكد من وجود عدد كبير من كريات الدم البيضاء والذي يدل على جود الالتهاب . · اختبار للبول : قد يطلب الطبيب تحليل للبول ليتأكد من عدم وجود التهاب بالجهاز البولي أو حصوة بالكلى مسببة ذلك الألم ، فلو كانت حصوة بالكلى فإن كريات الدم الحمراء قد ترى عن طريق الفحص المجهري للبول . · اختبار تصويري : قد يوصي الطبيب بالحصول على أشعة سينية للبطن أو الموجات فوق الصوتية للتأكد من التشخيص أو للبحث عن أسباب أخرى – حيث يتم استخدام الموجات الصوتية ذات الترددات العالية والتقنية الحاسوبية لتوفير صور للأعضاء الداخلية تسهل تشخيص المرض . وأكثر أنواع التصوير شيوعاً هو استخدام الأشعة المقطعية لتأكيد التشخيص – والأشعة المقطعية عبارة عن اختبار تصويري يستخدم سلسلة من الإشعاعات السينية تصدر من الحاسوب لتوفير صورة واضحة وشاملة للأعضاء الداخلية أكثر وضوحا من الأشعة السينية العادية ، وتساعد هذه الأشعة على إظهار احتمالات أخرى للتشخيص إذا كانت الزائدة ليست هي المسببة للألم ، ولأن الأشعة المقطعية تصدر إشعاعات فقد تشوه الأجنة ، وعليه فإن أي إمرأة في عمر الخصوبة تحتاج إلى إختبار حمل قبل الحصول على هذا المسح . ما هي مضاعفاته ؟ أخطر المضاعفات المصاحبة لالتهاب الزائدة هو انفجارها وتعدي مكونات الأمعاء مع الميكروبات المعدية للتجويف البطني مؤدياً إلى عدوى في الخِلب . وعندما تنفجر الزائدة ، قد يشعر المريض بتحسن مفاجيء لكن بعد ذلك بفترة قصيرة فإن كل البطن سيصبح منتفخاً مليئاً بالسوائل والغازات مما يجعلها مشدودة ويابسة ومؤلمة عند اللمس ، بالإضافة إلى ألم في كل أنحاء البطن دون أن يكون هناك ألم شديد محدد كما أن هناك عدم قابلية لإطلاق الريح و توقف في حركة الأمعاء بسبب الالتهاب ن أعراض أخرى قد تشمل ارتفاع في درجة الحرارة وعطش ونقص في معدل التبول . التهاب في الخلب : هي حالة طبية طارئة فإذا وجدت الشخص نفسه أو أحد أفراد أسرته يعاني من أحد أعراض التهاب التجويف البطني ، فعليه التوجه إلى غرفة الطواريء في الحال لأنها تعتبر من الحالات الخطيرة . وفي بعض الأحيان قد يسبب هذا الالتهاب مع تسرب محتويات الأمعاء خراجاً قد يكون صغير الحجم كالجوز أو كبيراً كالبرتقال ، وبغض النظر عن حجمه فهو يحتاج إلى علاج حتى لا يُثقب الخراج مسبباً التهاباً بالخلب . كيف يعالج وهل يحتاج لأدوية ؟ علاج الزائدة الدودية يحتاج إلى إزالة جراحية له . فإن كان لديك التهاب حاد فإن الطبيب الجراح سوف يقوم بالجراحة إما بإحداث شق بطني واحد أو جراحة بالمنظار والتي تحتاج إلى شق صغير . في جراحة المناظير يدخل الجراح منظاراً – وهو أنبوب بسُمك قلم الرصاص له نظام إضاءة خاصة ومزود بكاميرا صغيرة خاصة - عن طريق قنيّة وهو أنبوب مرن يُدخل في تجويف الجسم ، وهنا يحتاج الجراح إلى شق صغير لإدخال الأنبوب وبعد ذلك تستطيع الكاميرا إنتاج صورة موضحة لما بداخل التجويف البطني مظهراً ذلك على شاشة العرض مما يجعل الجراح قادراً على رؤية كل شيء بالتفصيل فيستطيع أن يزيل الزائدة الدودية عن طريق معدات صغيرة أدخلت في التجويف البطني عن طريق شق او شقين صغيرين . وعموماً : فإن عامة جراحة المناظير تساعد على الشفاء بسرعة أكبر مسببة أقل أثراً للجرح (ندبة ) ، في حال انفجار الزائدة الدودية وانتشار العدوى للأنسجة المجاورة أو إذا وجد خراجاً فإن الجراح سوف يحتاج إلى عمل شق أكبر حتى يستطيع تنظيف التجويف البطني ، وفي كلتا الحالتين فإنه سيحتاج لإعطاء المريض مضاداً حيوياً عن طريق الوريد مع إبقائه في المستشفى خلال فترة النقاهة . التعامل مع المضاعفات : إذا امتدت الأعراض إلى خمسة ايام أو أكثر دون علاج فإن الجراحة بعدها قد تسبب مضاعفات ، ولذا فإن الطبيب سوف يعطي دورة كاملة من المضادات الحيوية حتى تقلل من نسبة الالتهابات والعدوى التي انتشرت للأنسجة المجاورة للزائدة ، وفي حالة وجود خراج فإن الجراح غالباً ما يقوم بتصفيته عن طريق الجلد وإذا نجحت هذه الطريقة فغالباً ما تزال الزائدة لاحقاً بعد بضعة شهور . هذه المعلومات تقدمها صحيفة عناية الصحية بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسرة و المجتمع. إعداد / د.لينا سمرقندي. إشراف ومراجعة / د.محمد الغامدي.