? بارعة فارس (بيروت)، أحمد السيد (القاهرة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ كيف كان حضور الكتاب في العام 2014، وما هو مصيره في العام 2015، هل أصبح الكتاب الورقي ثقيل الوطأة أو رتيب المدخل في ظل الهجمة الإلكترونية، أية مساحة سيحتلها الكتاب في العام 2015، وهل سيتزاحم الناشرون على نشر كتبهم للتجارة والظهور الإعلامي فقط أم لإرساء المعرفة. أسئلة حملتها «عكاظ» لتطل عبرها على العام الجديد. ففي لبنان، أوضح رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور روحي البعلبكي، وفي تصريح ل«عكاظ»، قال: «قد نكون نتحدث عن شيء بات محصورا في استخدامه في نطاق فئة قليلة من المواطنين، وهي الفئة التي تعودت على استعمال الورق ودأبت على أن لا تعتبره طرفا يمكن الاستغناء عنه. مع عشقنا للكتاب سنبقى خلال الفترة المقبلة نلهث وراء توسيع أسواقه ودعم قراءته والتأكيد على أنه هو المرجع الدائم والمستوعب المحايد». ولدى سؤاله عن إمكانية إلغاء الكتاب الورقي في ظل موجة التطور الإلكتروني، قال البعلبكي ل«عكاظ»: «أعتقد أن الكتاب الإلكتروني برغم كل ما تشهده الاتصالات من طفرة والمعلومات من وفرة لن يحل محل الكتاب الورقي كمرتكز أساسي للمعرفة المتعمقة، على الرغم من أنه قد سلبه دور المعلومة السريعة المختصرة». وعن رأيه بأهم الإصدار في العام 2014، قال ل«عكاظ»: «أتلقى كثيرا من الكتب كهدايا، وأطلع على جميع الإصدارات، ولست منحازا لفئة معينة دون أخرى، وبصفتي ناشرا لعشرات المخطوطات أطلع على جميع الكتب التي تصلني لأن الكتاب بحد ذاته يجذبني». الروائي غسان شبارو، قال ل«عكاظ»: «للأسف توزيع الكتاب متعلق بالوضع الأمني والاجتماعي والاقتصادي في الوطن العربي، والمؤشرات تكون من خلال معارض الكتاب، والذي حصل في المدة الأخيرة من أبو ظبي وصولا إلى الشارقة والكويت، وهذه كلها مؤشرات إيجابية». ولدى سؤاله عن إمكانية إلغاء الكتاب الورقي، قال شبارو ل«عكاظ»: «أنا رجل أعايش الكتب منذ 55 سنة، ولا أعتقد بأن الكتاب الإلكتروني سيلغي الكتاب الورقي. صحيح أنه كانت هناك هجمة قوية على الكتاب الورقي، لكنها بدأت بالتقلص لاحقا». وعن رؤيته للإصدارات الجديدة التي ستصدر في العام 2015، أكد شبارو أنه منحاز فقط للأعمال المميزة، والتي تعطي آفاقاً جديدة للشباب وتكون مبسطة له، هذا الجيل المصاب بالانفصام عن اللغة العربية، وأؤيد الكتب التي تتحدث بلغة الناس شرط أن تعتمد مسلكا أخلاقيا لاستقطاب الجيل. أما الروائية غادة فؤاد السمان، فنفت ل«عكاظ» أن يكون تراكم عدد السنوات هو الذي يبدل موضع الكتاب، فالكتاب أصبح بمنأى عن نسبة كبيرة بعد أن غاب رواده ومثقفوه ونقاده الحقيقيون. وأضافت السمان ل«عكاظ»: «لا يمكن لمجتمعنا العربي أن يجيد فكرة الإلغاء؛ لأنه لا شيء يلغي شيئاً آخر. هناك تعدد بالأجيال، والجيل القديم ما زال حاضرا في حياتنا، ولكن للأسف أصبحنا نرى حضور الكتاب فقط في المجتمعات المخملية الذي يسعى إلى تكريس المناسبة، بمعنى أن الكتاب قد أصبح مناسبة اجتماعية لا أكثر لاستقطاب دائرة الضوء، والدليل على ذلك كثرة التجار لهذه المناسبة وكثرة الدخلاء عليها». وعن الإصدارات المرتقبة في العام الجديد، قالت السمان ل«عكاظ»: «لا أدعي بأنني أتابع حركة النشر بشكل جدي؛ لأنني يئست من العثور على كتاب جدير بالاهتمام. لدي مكتبة حافلة أرتشفها ببطء شديد، فالمنعطفات في حياتنا تزاحم الكتاب وتزاحم المثقف والمعرفة والعقل، ولا أستطيع أن أجزم بأن ما يشاع هو الحقيقة؛ لأن الصحافة بنظري متواطئة مع الإعلام، إضافة إلى أن الكاتب اليوم أصبحت لديه الأنا متورمة ويحاول أن يظهر نفسه دوما بأنه النجم الساطع دون سواه». وفي مصر، أجمع قريبون من صناعة النشر في القاهرة، على أن الحديث عن أزمة نشر الكتاب تم تجاوزها، إما لاختلاف الرؤية لتشخيصها، أو لارتباطها بعوامل اقتصادية لا قبل للعاملين في هذه الصناعة بالتعامل معها، كما رأوا أن تأثير الكتاب الإلكتروني على الورقي لم يعد هو الآخر أزمة، بل مجرد تطويع للتقنية لإنتاج منتج معروف بشكل مختلف. فيذهب الناشر إبراهيم المعلم إلى أن الكتاب الورقي له مشتروه ولا يزال ينافس بقوة، وبالتالي لا توجد «أزمة»، ويقول المعلم ل«عكاظ» إن الدار سوف تضخ خمسة كتب جديدة خلال 2015م، منها السياسي مثل: «في طريق الأذى من معاقل القاعدة إلى حواضن داعش» للإعلامي يسري فودة، و«جمهورية العبث» للكاتب الساخر بلال فضل، وهناك أيضا كتب نسائية ساخرة منها كتاب «حنظل حيطة» للصحفية حنان الجوهري وكتاب «لأننا من كوكب النساء» للكاتبة منى سراج. ويقول المدير الإعلامي لدار نشر وتوزيع محمد مجدي ل «عكاظ» إن أهم عملين أدبيين للدار خلال الفترة المقبلة هما رواية «الاختفاء العجيب لرجل مدهش» للكاتب أسامة علام، ورواية «سلفي يكتب روايات سرا» للكاتب ماجد شيحة. ويرى مجدي أنه على الرغم من المنافسة القوية مع الكتاب الإلكتروني إلا أنه يتوقع ازدياد التوزيع للكتب والمؤلفات الورقية خلال عام 2015م بسبب المنافسة القوية بين دور النشر والمؤلفين في هذا المجال، مؤكدا أن القارئ لا يزال يفضل الكتاب الورقي. وتقول إيمان سعيد (مديرة تنفيذية لدار نشر وتوزيع) إن أبرز ثلاث روايات للدار خلال الفترة المقبلة هي «أقفال العشق» للكاتب محمود عزب، رواية «نوكيا» للكاتب باسم سليمان، والثالثة رواية «ستريتش» للكاتب السوري نضال عزب.