يحظى الكتاب الإلكتروني برواج كبير عبر استخدامه وتزايد الطلب عليه وتصفحه في الأجهزة اللوحية، كما ظهرت مواقع الإلكترونية تنشر كتبا إلكترونية متاحة للجميع من خلال شبكة الانترنت والنجاح المتزايد لهذه الكتب ينعكس كجدال قائم بين القراء وأصحاب دور النشر حول مستوى تأثيرها على الكتاب التقليدي، ومن سيلغي الآخر في هذه العلاقة الجدلية بين تكامل وتنافس جنباً إلى جنب مع سهولة الاقتناء لإلكتروني. لا تزال الآراء منقسمة حول الكتاب الإلكتروني ما بين فئتين أحدهما تقول بأن المستقبل سيكون للكتاب الإلكتروني وأخرى تؤكد صدارة الكتاب الورقي .. بادرت مؤسسة المفردات للنشر والطباعة إلى نشر عدد من الكتب على موقعها الإلكتروني واعتبر الناشر عبدالرحيم الأحمدي الكتاب الورقي متاحاً لكل الفئات التي تجيد التقنيات الحديثة والتي لا تجيد وللكتاب الورقي مكانة عند الإنسان إذا كان يقلب صفحاته ويتأمله ويكون قريباً منه أثناء القراءة بخلاف المطالعة على الشاشة التي ترهق العين وتحتاج إلى تحريك اليدين لسيطرة على الأجهزة اللوحية ونحن علاقتنا بالكتاب الورقي علاقة قديمة لذلك من الصعب هجر الكتاب والانتقال لأداة جديدة للمعلومات ولغيرها من النصوص والمعارف العامة. وأوضح الأحمدي أن بإمكان الكتاب الورقي عند البحث والدراسة تحضير عدة كتب منه أما الإلكتروني يحتاج إلى اعتماده لأن الكتاب الإلكتروني حتى الآن لم يعتد به كمرجع وإنما هو مرشد للمراجع الورقية الأخرى. من جهتها قالت الدكتورة ميسون الدخيل: الكتب الإلكترونية تسويقها جيد جداً أوصلتها لشرائح أكبر وأوسع في الوطن العربي وعالمياً طبعاً وبالنسبة لمن يقرأها من القراء الجدد أو بعض المخضرمين أما بالنسبة لي أفضل الكتاب الورقي مهما وزعت لي كتب إلكترونية أحيانا أحاول أن أطبعها ومن ثم اقرأها لأنني أكتب على الهوامش فالكتاب الورقي يمنحني حرية أكثر من الكتاب الإلكتروني في مساحة التحرك والجلوس أكثر من الكتاب الإلكتروني وشريحة الشباب يفضلون القراءة إلكترونياً لأن كمية الكتب تكون أكثر ويستطيعون أخذها إلى حيث يشاءون وهم يفضلونها بالنسبة لي لا أفضلها. وحول التسويق الإلكتروني قال الأستاذ مشاري العفالق، مدير عام دار الكفاح للنشر"في اعتقادي أن ضرورة التسويق الإلكتروني في مرحلة ازدهار وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار الإنترنت أصبح ضرورة حتى لبعض أنواع الكتب التي يقبل عليها الشباب والفتيات، لكني لست مع ربط هذا التوجه بعدم وجود مسوقين، فعلى العكس توجد لدى دور النشر والتوزيع التي تمتلك رؤية واضحة للسوق فرص تسويقية هائلة داخل المملكة وخارجها، وربما أوافقك في تضاؤل حصة التسويق التقليدي من خلال المكتبات فسوق الكتاب تجاوز المكتبة بلا رجعة إلى فضاءات أوسع من وجهة نظري". وأردف العفالق: "إذا تحدثنا موضوعياً وليس عاطفيا عن تجربة الكتاب الإلكتروني في العالم العربي فهي تجربة متواضعة وغير محفزة وإلى اليوم لا يمكن لدار نشر أو مؤلف أن يعتمد على بيع كتبه إلكترونياً، فنظرية البيع الإلكتروني تعتمد على تقليل هامش البيع إلى أقل حد ممكن ليكون سعر البيع الإلكتروني أقل من الورقي بنسبة لا تقل عن70% لترغيب الزبائن في الشراء ويتقاسم ال30% أعمال النشر من تصميم وصف وتنسيق إلخ والمؤلف وأخيراً موقع البيع أو صاحب امتياز المتجر الإلكتروني وإذا كانت هذه التجربة لاقت نجاحاً في بعض الكتب الإنجليزية (ذات الطابع التسويقي) مثل كتب الإدارة والطبخ والرواية المثيرة مثلا ًفهو بسبب المبيعات الهائلة التي تحققها الكتب هناك لارتفاع معدلات القراءة وارتفاع عدد القراء باللغة الإنجليزية عالمياً وقدرتها على الانتشار السريع وهو ما يقلل من تكاليف إنتاج الكتب فلا يمكن توقع مساواة لهامش بين كتاب يبيع 3000 نسخة وآخر يبيع مليون نسخة". وأكد بدوره العفالق "هذا عائد بشكل كبير إلى الظروف التي تعاني منها سوريا ولبنان حيث تنحسر هنا حركة النشر بشكل خطير ويصعب توزيع الكتب خارجياً بالإضافة إلى أن بلد مثل لبنان لديه مقدرات طباعة لا تتناسب مع القدرة الشرائية الضعيفة جداً هناك وهو ما يجعل انحسار طباعة الكتب الخليجية والعربية فيه يهدد هذه الصناعة، وفي هذه الظروف تزايدت المحاولات لتقديم مشروعات للنشر الإلكتروني وبرغم تزايدها مؤخراً لم أطلع على تجربة حقيقية أو تستحق المغامرة بعد". وختم حديثه العفالق" بأحياناً يبحث المؤلف على توزيع كتب بأي طريقة ودون ثمن ويتيح كتباً مجانا على الشبكة العنكبوتية قد يفسر بكونه ترفاً أو محاولة خاطئة من وجهة نظري لتسويق نفسه". في حين قال: عادل الحوشان ناشر وصاحب دار طوى للنشر والتوزيع " إن السوق الإلكترونية بالنسبة للكتاب لا تزال في نشأتها عربياً، وحتى الآن لا قوانين واضحة ولا مضمونة في التعامل مع هذا النوع من الإصدارات، الكتاب الورقي لا يزال يحتل مكانته ولم يتغير شيء، سوى القليل من الأفكار التي لم تنضج بعد لا بالنسبة للشركات أو المؤسسات التي تقدم هذه الخدمة ولا القاريء". كما أكد الحوشان "على أنه لا مقارنة ممكنة الآن بين النسختين، فالورقي لا يزال حاضراً " وحول حضور الكتاب الالكتروني الى جانب الورقي في معارض الكتاب الورقية أردف الحوشان "هي محاولات مبدئية لدخول سوق الكتب الورقي والمنافسة فيه وتحويل القارىء بحكم التقدم التقني في الأجهزة التي تخدم القارىء، لكنها لا تزال في بداياتها كما أعتقد أن الكتاب الإلكتروني سيصبح يوماً ما ضرورة". مشاري العفالق عادل الحوشان