أحاول قدر المستطاع الابتعاد عن المناطق الخطرة في الإعلام، ليس خوفا، ولكن احتراما للمهنة وأدبياتها وللتجربة نفسها التي يجب أن نعطيها حقها من التقدير، ولا سيما إن كانت هناك فوارق بين جيل وآخر ومرحلة وأخرى! ولا يعني هذا أنني هنا أهرب وأتهرب من حقيقة أخطاء حدثت لي وحدثت مع غيري من خلالي، بقدر ما أحذر من جيل بات جاهزا لأن يقول أي شيء دون خوف من كلمة ضلت طريقها أو من ردة فعلها؛ لإدراكه أن بعض وسائل الإعلام بات يحكمها ويتحكم فيها هوى النفس، وليس الطرح العاقل الهادئ المتزن الذي فيه شرف المهنة وأخلاقيات الكلمة! أعيب ويعيب معي ألوف على أي إعلامي يندس خلف ميول متعصب ويرمي من خلالها الآخرين بكلمات مات الحطيئة قبل أن يقول بعضها! وأغضب عندما أرى صغار المتعصبين في مدرجات الأندية يتحكمون بزملاء لهم في التعصب، من خلال إملاءات على هذا الإعلامي أو ذاك لا يملك أمامها زميلهم إلا تنفيذ الأوامر حتى لا يسقطوه من قائمتهم، وأقول زميلهم، كونه جاء للإعلام من مجالسهم وليس من مدرجات الجامعة! لقد تغول بعض المتعصبين في وسائل الإعلام لدرجة باتوا هم أسياد اللحظة من خلال برامج فاشلة على حساب وسط رياضي بلغ به التعب مداه، لكنه وعد أن ينتفض على هؤلاء في الوقت المناسب دون أن نعرف متى، لكننا نعرف أن التعصب ساد فمتى تتم إبادته! سألني صديق قديم عن الرياضة وإعلامها، فقلت: وافق شن طبقه، فرياضتنا اختطفت، وإعلامنا الرياضي مختطف، والله يعين العشاق! ترك الإجابة وذهب إلى الأهلي الذي هو عشقه الذي نسيه ولم ينسه، فقلت يسير في الاتجاه الصحيح، لكن أخاف عليه من أوصياء يريدون أن يكبروا على حسابه! ثم قال أتعبوه وأتمنى أن لا يتعبنا، فقلت أنت من قال تعب الأهلي راحة، فضحك وقال: فعلا تعب الأهلي راحة! لم يجد الإعلام الموالي ما يبرر به خسارة الاتحاد من الهلال إلا السؤال عن عدم اختيار عبدالفتاح عسيري للمنتخب، وعندما قال واحد منهم: وما دخل هذه بتلك اتهموه أنه من أعداء النجاح! عبدالفتاح صغير في السن والمستقبل أمامه، لكن أجيبوا: لماذا خسر الاتحاد؟ من قديم الزمان والحبيب يتحدث كما لو كان المشرع الأول في الرياضة، وتحديدا كرة القدم، لكن حينما سأله حكم عن ارتفاع المرمى أسقط في يده، أما محاوره فقال: هذه نهاية الهياط. ابن الرياضي الكبير علي داوود الدكتور أحمد علي داوود عين مديرا لمستشفى نمرة بالعرضيات، فنجح رغم مرور أقل من شهرين على تعيينه في كسب احترام وحب الجميع! أهلا بالغالي ابن الغالي في العرضيات، وننتظر على يده المزيد من الخدمات في مستشفى تعب وأتعب!.