حفظ يعد سوق جازان الداخلي القديم القابع وسط مدينة جازان الحالمة أحد أهم الأسواق الشعبية على مستوى المملكة، ولا أبالغ هنا إن قلت والخليجية. لكن، ومن المؤسف، لم يجد هذا السوق التاريخي اهتماما من قبل الجهات المعنية، ومنها بلدية جازان ومجلس التنمية السياحية بالمنطقة؛ بهدف تطويره وتوفير بعض المرافق المهمة فيه، ومن أبرزها دورات المياه وتجميل المداخل والمخارج وتوفير وسائل السلامة والحراسات الأمنية وفتح آفاق ومواقع جمالية وشعبية من المحافظات والقرى التابعة للمنطقة، مع وضع رزنامة من البرامج التسويقية المختلفة على امتداد الأسبوع، ويتخللها برامج شعبية متنوعة وثقافية وفنية واجتماعية، إضافة إلى ذلك تحسين مواقف السيارات التي تحيط به. إنني أستغرب كل هذا التجاهل لهذا السوق العتيق الذي يمتد عمره لمئات السنين ويشكل لأهالي المنطقة كلها ذاكرة من العبق التاريخي الجميل، ويمثل لهم رائحة يفوح منها زمن الأجداد القدماء، فهو تاريخ محفور في وجدان كل من سكن المنطقة.. فلماذا لا يحافظ على هذا السوق وجعله وجهة سياحية سنوية من خلال تحسينه وتطويره إلى الأفضل، وفي اعتقادي أن هذا السوق لو وجد الاهتمام الكامل من كافة الجهات المعنية لتحول إلى تحفة تراثية جميلة يتسابق إليه الزوار والسياح بالملايين في كل عام. حكومتنا لن تقصر في دعمها أي مشروع مهما كانت المعوقات، بل إنها تذلل الصعاب من أجل تحقيق المستحيل، والسوق الداخلي في جازان جاهز لأن يكون أجمل وأفضل سوق شعبي وتراثي وفني واجتماعي وثقافي في الجزيرة العربية، فقط أديروا بوصلة الاهتمام إليه وسيتحقق كل هذا.