حفظ كلنا يعلم مدى الجهد الذي يقوم به المعلم لأداء الرسالة التربوية والتعليمية على الوجه الذي يرضى الله سبحانه وتعالى أولا، ونفسه ثانيا، ومن ثم يقطف ثمار ما غرسه خلال العام الدراسي كاملا؛ ليكون هو أول من يفرح بهذا الغرس ويقابل هذا العطاء من يسعى إلى تكسير جهود المعلم سواء بالنكران أو الجحود، أو بالسعي إلى إحباط هذا الجهد من خلال منهجيه ليست من أساسيات التربية والتعليم. للأسف، وأقولها بكل صراحة، أن نظرة المجتمع إلى المعلم أصبحت نظرة دونية، وأصبحت كلمة (معلم) يخجل منها الكثير من أصحاب هذه المهنة. وللأسف، مرة أخرى، أن هناك من يسعى ممن يحتسبون على هذه المهنة إلى تدمير طاقة المعلم ممن يحسبون أنفسهم أصحاب مجد ونفوذ، فماذا قدموا من أعمال أهلتهم ليكونوا مبدعين ويكون غيرهم المقصرين. وأصبح المعلم عبارة عن (حقل تجارب) لهم. وأصبح الطالب في غياب تام عن أسس وقواعد التعليم الأساسية، فأرهق المعلم بأمور ليست من طبيعة عمله الأساسية. ويأتي من يحسبون أنفسهم أكفاء ليتركوا هذه القواعد والأسس ويتمسكوا في أعمال ليست أصلا للمعلم ودوره التربوي. وترهق أبناءنا الطلاب وترهق الأسرة والمدرسة وليست لها أي دور تربوي. وقس على ذلك كل يوم تجربة.. وتاهت العملية. وأصبح المعلم مهما بذل من جهد، فإن النظرة إليه أنه (مقصر). أليس من الأولى أن ينظر هؤلاء إلى ما هي احتياجات المعلم، وما هي متطلباته حتى يحقق مزيدا من النجاحات. أليس من الأولى أن يساهموا في مده بكل وسائل المساعدة وتشجيعه بدلا من السعي إلى إنقاص حقه وظلمه. أين نحن من قدوتنا ووزيرنا صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الرجل الذي لا يهدأ ولا يستقر حتى يرى ما يحتاجه المعلم قبل الطالب ويوفر له العطاء والراحة. أليس من الأولى أن نتبع سياسته التعليمية الحكيمة. فأين نحن أيها المبدعون المقصرون.