نتضجر ونتحسر على المستوى المتدني الذي وصل اليه تعليمنا ونشمّر عن ايدينا لنضع تباعاً الخطط والبرامج المستحدثة والجديدة لنحاول مسايرة التطور التعليمي العالمي. ونتناسى قصدا ان الخلل والعيب لا يقتصر فقط على المناهج التي اصبحت شماعة مخرجاتنا التعليمية القاصرة كما وكيفا، وما علمنا ان اهم عنصرين في العملية التعليمية هما الطالب الذي من أجله سُخّرت الامكانيات المادية وأُلفت المناهج التعليمية وجيء له بالمعلم وهو العنصر الثاني في العملية التعليمية ليكون حلقة الوصل بين الطالب والمعلومة بمختلف فروعها وتخصصها.. ولكن الملاحظ في البيئة التعليمية حالياً القصور الشديد في مستوى الخدمة المقدمة من المعلم بشكل مقصود ممن لا يحترم مهنة التعليم ولا يحمل همّ الامانة التعليمية التي اصبحت على عاتقه بمجرد استلامه اوراق مباشرته في احد اماكن التعليم المنتشرة في انحاء البلاد، وهؤلاء للاسف الشديد يكون مقصدهم من الالتحاق بوظيفة التعليم مقاصد دنيوية، منها قلة ساعات العمل والمردود المادي الجيد وطول ايام الاجازة مقارنة بالوظائف الاخرى. والغريب والمستهجن ان احدهم تجده يتغرب عن مكان سكنه وزوجه وعائلته ويتحمل في سييل ذلك المشاق والصعوبات وفي جانب ادائه الوظيفي تجده مقصرا بشكل مزر ولم يعط حق أمانته ورسالته العظيمة حيث قال الشاعر: قم للمعلم وفهّ التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا وللاسف هو لم يستشعر عظم الامانة المُلقاة على عاتقه والمسئول عنها امام الله، ونجده لم يكتفِ بخيبته لوحده بل نجده يعمل على بث ذبذبات سلبية لمن حوله ويجتهد في تكسير مجاديف الحريص والمتميز والمبدع لئلا يُشّف عوار فشله وخيبته!!! والادهى والامّر حين يجتمع معلم بليد مع ادارة جاهلة لا تتعاطى مع التميز والنجاح والامر عندها سيّان وتكون اداة سهلة تديرها ايادي معلم يحارب التجديد والابداع والتطوير وليس للطالب عنده ادنى اهتمام مما ينحدر بالمستوى التعليمي والابداعي لدى الطالب الذي لديه بذور العطاء المتميز ويُحسن الظن بهذا المعلم بانتظار ان يسقي بذوره بفيض عطائه وحبه لتثمر لديه زهور التميز والابداع!!! فمتى تكون هناك خطط واعية راقية مُلّمة باحتياجات التعليم المتعددة ومهتمة بتطوير المعلم بالذات فعلياً لا شكلياً ليكون اداة بناء لا اداة هدم لزهور تنتظر سقاءها بماء المحبة والود والابداع من قِبل معلم مبدع فتثنر زهورا يانعة يحين حصادها وقت تخرجها المميز باستعراضه لنجاحات طلابه وتميزهم واعدادهم للمستقبل بشكل جيد لتتقدم تلك الجموع الطلابية المتميزة بكل ثقة لخدمة دينها ثم وطنها باذن الله..