حفظ قال لها وهو يعتصر ألما في الوقت الذي بدأ فيه يحتضر: لماذا غمدت السكين في صدري؟، وما الذنب الذي اقترفته؟، وما الذي دفعك إلى ارتكاب هذه الجريمة النكراء يا حمقاء؟، قالت: أريد قتلك ولكن على مراحل وليس مرة واحدة.. لأني لا أريد الانتقام منك بسهولة.. أريد انتقاما يعالج ألمي.. ويخمد ناري.. ويطيل عذابك.. قال: لماذا تقتلينني بدون سبب أو انتظار دفاعي أو سماع كلامي أو بدون محاكمة؟.. فلا تصدقي كل ما يقال، ولا تأخذي قرارا دون معرفة الحقائق كاملة يا جاهلة.. قالت: لا وقت عندي لسماعك، ولا وقت لانتظار دفاعك.. فقد اتخذت قراري والمهم عندي الآن هو قتلك وسأترك براءتك أو إدانتك للتاريخ.. نظر إليها وهو يرتجف غير مصدق ما يحدث فهو لا يعرف لماذا ترتكب هذه القاتلة جريمتها.. ولا يدري لماذا تحولت العصفورة إلى نسر جارح، ولا يعرف كيف أصبحت اليمامة غراب ينعق بالشر ويرتكب أكبر الجرائم وهي جريمة القتل ويسفك الدم في الأشهر الحرم.. تركته في حالته يصارع الموت وأخذت تنظر إلى المرآة وهي تضحك ضحكات هستيرية وتحتسي من كأسها قطرات تلو القطرات، وتردد كلمات غير مفهومة بصوت مرتفع وهي تقبض بيدها على السكين التي تقطر دما، بينما ظل هو يردد عبارات غير مفهومة تصاحبها نظرات شاردة حزينة تجاه القاتلة الغادرة وهو عاجز عن الدفاع أو الانتقام ولكنه تمتم بجملة واحدة مفهومة قال فيها (أنتظر براءتي عند ربي)، وأسلم روحه.