هذا ما قد يقول ضفدع بالغ لبعوضة رشيقة من بعوض حمى الضنك التي أوكلت أمانة العاصمة المقدسة أمر مكافحتها للضفادع، التي ظهرت في الآونة الأخيرة سمينة نشطة بسبب ما توفر لها من نفايات ومستنقعات، ولا شك أن معاشر الضفادع سوف تكون مرحبة بوجود يرقات بعوض حمى الضنك مجاورة لها في تلك المستنقعات، لأنها بذلك لن تبذل أي جهد من أجل الحصول على غذائها وما تحتاجه من بروتينات لوجود عشرات الملايين من اليرقات المرحات الناعسات في المستنقعات، ولذلك فإن شوق الضفادع للبعوض سوف يزداد يوما بعد يوم وسيكون من صالحها بقاء النفايات متكدسة والمستنقعات مليئة بالمياه الآسنة والطحالب موارة والزواحف دوارة والحشرات طيارة في منظر يخلب لب بقية الحشرات والزواحف وقد يجعلها تزحف هي الأخرى زرافات ووحدانا نحو أحياء وأزقة ومخططات أم القرى ليكون لها نصيب من كعكة القمائم والمستنقعات وليصبح توالدها أكثر نشاطا وعطاء لتعوض ما قد تلتهمه الضفادع من صغارها الأبرياء !. أما الضفادع نفسها فإنها هي الأخرى لن تسلم من زواحف سامة مثل الثعابين التي قد تتكاثر منجذبة بمناظر وروائح ضفادع سمينة تجعل من يبتلعها من الثعابين يستغني عن غيرها لمدة شهر أو أكثر، وقد تجذب الحفلة القطط فتهرع للمشاركة في اصطياد الضفادع والثعابين ليلحق بها فيما بعد عدد لا بأس به من الكلاب الضالة وغير الضالة فتنعم الأحياء المكية ليل نهار بمقطوعات رائعة من النباح والمواء والنقيق والفحيح، وتكون الأمانة هي المشرفة العامة على تلك الحفلة الصاخبة، فإن عاتبها أحد من الناس على مستوى النظافة الذي تردى في أم القرى على الرغم من عقد المليارين والخمسمائة مليون ريال فإن بوسعها أن تقول له: البعوض وفرنا لها الضفادع والضفادع وفرنا لها الثعابين والقطط وفرنا لها الكلاب فماذا تريد منا بعد ذلك يا أبا الشباب ؟!. أما جريدة «عكاظ» فقد تفاعلت مع خبر مكافحة البعوض بالضفادع فجاء رسمها الساخر «الكاريكاتير» على صفحتها الأخيرة ليوم الاثنين الماضي يصور عدة بعوضات وهي تقرأ الخبر وتطير فوق الجريدة التي نشرته جذلى ضاحكة، أما الضفدع الذي كلف بالمهمة التي عجزت عنها فرق الأمانة فقد علق على ذلك قائلا : قالت الضفادع قولا فسرته الحكماء في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء ؟!