من يقرأ ويسمع قصص اعتناق الأجانب للإسلام قبل بدء عصر الإرهاب سيعرف أن غالبهم لم يعتنقوا الإسلام بسبب أبحاثهم الفكرية إنما بسبب تأثرهم بكرم الضيافة من قبل مواطنين بسطاء في بلد عربي زاروه كسياح أو لتأثرهم بكرم أخلاق عائلة مسلمة جاوروها أو عرفوها، وحتى كتابات المستشرقين كانت سلبية عن كل نواحي الحياة في العالم العربي لكن كانت هناك صفة واحدة إيجابية متفقون على الإشادة بها وهي كرم الضيافة العربي، وكون المضيف يمكنه أن يحمي ضيفه وإن كان الضيف قاتلا لولد مضيفه لأن الضيافة كانت قيمة مقدسة لدى العرب، فكرم الضيافة العربي كان قيمة أصيلة من قيم المروءة قبل الإسلام وجاء الإسلام وعززها وأضفى عليها قدسية دينية، لكن لما جاء عصر الإرهاب انعدمت المروءة وصار الإرهابيون لا يتورعون عن خطف وقتل المستأمنين من النساء والمسنين، بل حتى الأطباء وعمال الإغاثة الذين تركوا أهلهم وأوطانهم وجاءوا متطوعين معرضين أنفسهم للخطر ليطعموا أطفال المسلمين، ويعالجوا جرحاهم، ويخدموا محتاجيهم وحتى تحت مظلة جمعيات إسلامية، بل بعضهم كان معتنقا للإسلام، وبالمثل المراسلون الأجانب الذين جاءوا لينقلوا للعالم معاناة المسلمين، والفطرة أنه «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان» فهل يمكن لإنسان لديه ذرة خيرية حقيقية فطرية أن يذبح مثل هؤلاء؟! والله قال فيهم (ليسوا سواء). في حصار الشعب كان رجل من المشركين اسمه هشام بن عمرو العامرى يهرب الطعام للمسلمين ولما قبض عليه بطشوا به فخلصه منهم أبوسفيان وهو يقول لهم: «رجل يصل رحمه، لا تفسدوا كل أخلاقنا» فحتى أهل الجاهلية كانوا حريصين في صراعهم مع المسلمين على أن لا يفقدوا كل مثالياتهم الأخلاقية، فأين الإرهابيون من هذا؟ وصدق من قال: «ما الفائدة إن كسبت العالم.. وخسرت روحك».