لا يخفى على أحد أن هنالك هواجس وقلقا خليجيا متفاقما حول التوجهات الإيرانية في المنطقة سواء فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني المشبوه أو من خلال تدخلاتها في الشؤون الخليجية والعربية أو عبر استمرار احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث. ومن المؤكد أن ملف العلاقات الخليجية مع إيران سيكون مطروحا على طاولة القمة الخليجية التي تعقد اليوم في الدوحة.. ومبعث هذه الهواجس هي السياسيات الإيرانية في المنطقة التي ساهمت في توتير الأجواء من خلال تكريسها للفكر الطائفي ونشر الفوضى والتخريب وإثارة القلاقل ودعمها للنظام الأسدي البربري في سوريا بالسلاح وميليشيات الباسيج واستمرار سياساتها في دعم ميليشيات حزب الله في لبنان وأخيرا وليس آخرا دعمها لجماعة الحوثي والتي تعيث في الأرض اليمنية الفساد. فالأطماع الإيرانية في المنطقة وتهديدها لأمن الخليج حدث عنها ولا حرج بداية من تغلغلها في اليمن مرورا بالتدخل في عدد من الدول، فضلا عن احتلالها للجزر الإماراتية والتي ترفض التخلي عنها وليس انتهاء بالنفوذ الواسع في العراق ووجود قوات إيرانية بل تستخدم أراضيها لأسباب مختلفة وتأثير ذلك على أمن واستقرار الخليج. وانطلاقا من ذلك، فإن طهران مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى وقبل فوات الأوان، إلى إعادة النظر في هذه السياسات المقلقة والمثيرة للمخاوف، وأن تصغي إلى صوت العقل والحكمة القادم من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وأن تكون عامل بناء لا عامل هدم، وأن تلعب دورا إيجابيا في وقف نزيف الدم في سوريا، وأن توقف دعمها للحوثيين من أجل بناء اليمن الجديد، وأن تترك العراق لأهله يديرونه كيفما شاؤوا، وأن ترفع يدها عن حزب الله اللبناني، من أجل لبنان الدولة والعيش المشترك لكي يعود الأمن والاستقرار في المنطقة بعيدا عن التدخلات وتكريس الفكر الطائفي ودعم الميليشيات المسلحة.