لم يتوقع والد الشاب الراحل عبدالله السويدان رحمه الله، أن وفاة ابنه هي الطريقة التي يتحقق بها حلمه الذي سمعه من فلذة كبده وهو في السابعة عشر من عمره، عندما وعده بأنه سيرفع رأسه في يوم من الأيام. لكن الأب الذي تلقى وفاة ابنه في حادث مروري، ظن في البداية أن من كان ينتظره رحل، وانتهى كل شيء، لكن رحيل الابن أحيى لدى الأب معادلة جديدة فبنى له مسجدا في المنطقة الشرقية ليكون باسمه، ومنارة دعوية في المنطقة، ثم اعتبر كل أبناء المنطقة الشرقية أبناءه، ليطلق باسم ابنه الراحل مسابقة رائعة في التميز في مجالات خدمة القرآن الكريم والسنة المطهرة واللغة العربية والموهبة والإبداع. وسرعان ما دعمت قامات شرعية من أصحاب الفضيلة العلماء الجائزة، أمثال الشيخ عبدالله بن منيع والشيخ عائض القرني والشيخ صالح المغامسي، لتروي بحيويتها أبناء المنطقة، وتتمدد عاما بعد عام. «عكاظ» حاورت هيفاء بدر السويدان الأمين العام لجائزة الشاب عبدالله بن بدر السويدان رحمه الله للتميز، لتتعرف على تطور الجائزة والجديد المتوقع. ما فكرة الجائزة ومنهجيتها المتبعة في التفوق والتميز؟ اتخذت الجائزة حين تأسيسها منهجية جادة ثابتة لترفع من وتيرة التفوق والمثابرة على العطاء والتميز وتشحذ العزائم وتستثير الهمم في التنافس الشريف وتعميق الفهم والمسؤولية نحو دور الطالب والطالبة في مجتمعهم وإظهار حقيقة دور المنطقة الشرقية تعليميا وإبداعيا ورفع المستوى العلمي والثقافي، وتقديم نماذج متميزة سلوكيا وعلميا، وإضافة لبنة صالحة تحفظ المكتسبات المعرفية والمادية لبناء وطن شامخ يصبو للريادة في ميادين العلوم والمعارف، ومن هنا بدأ العمل على انطلاقتها لتستهدف جميع طلاب وطالبات المنطقة الشرقية بمختلف مراحلهم التعليمية من مدارس حكومية وأهلية وحددت الغاية منها في خدمة أبناء المنطقة ودعمهم معنويا وتحفيزهم لتحقيق النفع العام لهم في حاضرهم ومستقبلهم، والتقدم بهم نحو ميادين الحضارة والعلوم. متى بدأت الجائزة، وعلى ماذا ارتكزت؟ بدأت الجائزة بعد وفاة الشاب عبدالله رحمه الله تعالى منذ عامين ونصف العام تقريبا لتعلن انطلاقها نحو ترسيخ المبادئ العظيمة وتكون واحدة من الجوائز التي اتخذت ابعادا تربوية اصيلة رغبة في تنوير العقول نحو التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولغرس قيم الفضيلة في نفوس الناشئة وتعد جيل يحرص على المنهج الإسلامي علماً وعملا وتسهم في تحفيز الطلبة والطالبات للتميز والتنافس والإبداع في المجالات الشرعية واللغوية والبحث العلمي والابتكار بهدف التحول إلى مجتمع المعرفة. من هي الفئة المستهدفة؟ الفئة المستهدفة هم الشباب والناشئة من البنين والبنات وللجائزة من اسمها نصيب فهي جائزة الشاب وموجهة للشباب وهم نفس الفئة العمرية التي توفي منها عبدالله رحمه الله وهم عماد الأمة ونور المستقبل بإذن الله تعالى، وهم عدة الأمة وثروتها وهم من أهم شرائح المجتمع باعتبارهم يشكلون مساحة واسعة من المجتمع لكونهم فئة عمرية مهمة تهتم بها جميع الدول المتحضرة لأن الشباب هم رجال المستقبل وقادته. وماذا عن فروع الجائزة؟ حرصنا كل الحرص في امانة الجائزة على أن تكون ذات صبغة اسلامية فقد شملت الجائزة عدة فروع؛ فرع القرآن الكريم بمساريه الحفظ والترتيل وفرع السنة النبوية وفرع اللغة العربية وفرع الموهبة والابداع وأؤكد أننا في امانة الجائزة حرصنا على أن تكون هوية الجائزة اسلامية ولهذا فقد ربطنا اللغة العربية بالأدب الاسلامي والموهبة والابداع بما يعود بالفائدة والنفع للمجتمع الاسلامي. كيف انطلقت الجائزة وما وسيلة وصولها للطلاب؟ انطلقت الجائزة بحمد الله بحملة اعلامية ضخمة شملت جميع المناطق المستهدفة وشملت ايضا جميع مدارس التعليم العام للبنين والبنات في المنطقة الشرقية. أما وسيلة وصولها للطلاب فلا شك اننا نقف جنباً إلى جنب مع شريكنا الاستراتيجي الادارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية والتي بدورها تساهم بنشر الجائزة بين منسوبيها وطلابها وطالباتها، ونحن ولله الحمد توسعنا في الدورة الثانية لتتسع دائرة الشراكة لتشمل ادارة تعليم حفر الباطن وادارة تعليم الأحساء، وبإذن الله نسعى للانتشار في كافة انحاء المملكة. من هم المحكمون في فروع الجائزة؟ جميع لجان التحكيم تشكل من قبل ادارت التربية والتعليم بالمناطق الثلاث المستهدفة في الدورة الثانية وهم من ذوي الخبرة في ادارة وتحكيم مثل هذه الجوائز. ما أسس الترشيح للفوز، وما مدى الاقبال على المسابقة؟ لا شك أننا بذلنا جهدا كبيرا وعملا دؤوبا مع اللجنة العلمية التابعة لأمانة الجائزة لنضع بعد ذلك معايير وضوابط لكل فرع ولكل مرحلة دراسية، وحرصنا كل الحرص على أن تتناسب الضوابط والمعايير مع كل فئة عمرية وكل مرحلة دراسية. أما بخصوص الإقبال فبفضل الله سبحانه وتعالى الاقبال كبير جدا وهذا من بوادر الخير في هذه الجائزة فالمتقدمون للدورة الأولى عددهم 1847 مشترك ومشتركة وفي الدورة الثانية قفز العدد إلى 6878 وهو ثلاثة اضعاف الدورة الأولى ولله الحمد والمنة ومما يلفت النظر اشتراك طلاب وطالبات من جنسيات كثيرة ومختلفة ومنها على سبيل المثال السعودية ومصر اضافة إلى أمريكا وأوكرانيا واستراليا وكندا وفرنسا وبريطانيا والنيجر والصومال وموريتانيا ومالي وتشاد ونيجيريا وافغانستان وباكستان وغيرها. وعن عدد المشاركات في كل فرع فبالنسبة للدورة الثانية كانت المشاركات في فرع القرآن الكريم : 3138، وفي فرع السنة النبوية: 1491 وفي فرع اللغة والأدب الاسلامي: 1077، وفي فرع الموهبة والابداع: 1172. هل هناك تطلعات لإضافات جديدة العام المقبل؟ بصراحة نحن في امانة الجائزة نتطلع لكل ما هو جديد خاصة في الدورة الثالثة حيث سيكون هناك مسار أجمل صوت في القرآن الكريم، ومسار افضل مونتاج فيديو تربوي هادف، وفي فرع الموهبة، ومسار الخطابة في فرع اللغة العربية. ما أبرز شروط المشاركة في الجائزة؟ تشمل الشروط أن يكون المشارك من طلاب وطالبات التعليم بالمنطقة الشرقية أو حفر الباطن أو الاحساء، أن يكون الطالب أو الطالبة من المنتظمين دراسياً، أن تكون المشاركات في اللغة والأدب نابعة من جهد ذاتي شخصي، أن يقدم المشارك فكرة جديدة أو عملية تطويرية وتطبيقية تخدم المجتمع الاسلامي، ألا تكون المشاركة المقدمة قد حصلت على جائزة في مسابقات أو جوائز أخرى، الطالب الفائز في احد الفروع لا يحق له المشاركة مرة اخرى في نفس الفرع بل في فرع آخر، أو مستوى اعلى من المستوى السابق، لا يرشح الطالب الحاصل على أقل من 85% من الدرجة كحد أدنى، إذا تساوى متسابقان في فرع واحد يتم الترجيح من خلال ملاحظة حسن الأداء في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية واللغة العربية، يلاحظ طريقة الإلقاء وقوته، فإن تساويا تتم قراءة مقطع للترجيح إن تيسر ذلك أو يقرع بينهما وذلك في جميع المراحل وتحت إشراف رئيس اللجنة العلمي.