استغرب أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور سيد الخولي من التصورات المعلنة لدى بعض المهتمين والمحللين النفطيين بأن المملكة تسعى إلى الدخول في معركة أسعار مع النفط الصخري، وأن الأسعار المنخفضة ستقلل من جدوى التوسع في الاستثمارات على الأقل الجديدة منها. وقال: إن صقور «أوبك» أوضحوا بأنهم لايستهدفون النفط الصخري، بل يركزون على سبل التعامل مع الفائض بشكل عام أيا كان مصدره مع الثقة في أن الطلب سيزيد ويستوعب جزءا من زيادة العرض. وأكد على أن ذلك ينافي بشكل واضح المعتقدات والرؤى الأخرى التي تشير إلى أن الخفض يستهدف النفس الأقصر لدى إيران وروسيا. وأضاف: عندما قرر وزراء نفط منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الإبقاء على سقف إنتاج المنظمة البالغ 30 مليون برميل يوميا، بالرغم من وجود أصوات داخل المنظمة ترى بضرورة تخفيض الإنتاج حتى ترتفع الأسعار؛ فإن ذلك يعني رغبة الدول في اظهار تماسكها كوحدة واحدة، لأن وحدة (أوبك) المستمرة منذ 25 عاما أوضحت قدرتها على اتخاذ قرار متفق عليه. وزاد بقوله: إذا كانت دول (أوبك) لم تتفق على خفض الإنتاج، فقد اتفقوا على التنسيق المشترك ومتابعة السوق والأسعار باستمرار مع تجنب عقد اجتماع آخر قد يعطي الانطباع بأنهم سيراجعون موقفهم الحازم لهذا قالوا إن اجتماعهم التالي سيكون في الخامس من يونيو المقبل. وشدد على أهمية الثقة المطروحة في الخبرات التي يتمتع بها وزراء النفط الأقدم والأكبر سنا في ظل ارتفاع نصيب الدول غير الأعضاء في (أوبك) الذي صار أكبر من نصيب المنظمة وبالتالي قدرته على التأثير في الأسعار من خلال آليات السوق. وأشار الخبير النفطي إلى أن للسياسة دورا آخر، بقوله: كل دولة منتجة ترغب في زيادة أسعار صادراتها دون تحمل انخفاض الإيرادات بسبب انخفاض الكميات المصدرة، لذلك فإن هناك من يستطيع تحمل الأسعار المنخفضة في الأجل الأقصر، وبالتالي يجب أن تنظر (أوبك) إلى مصالحها على المدى الطويل. وذكر أن دول الخليج قد تفضل عدم استنزاف ثروتها النفطية خلال الفترة التي تتسم بوجود احتياطيات مالية عالية من النقد الأجنبي، وبالتالي لا تحتاج إلى أسعار فوق 100 دولار حتى تعادل ميزانياتها دون عجز. إلى ذلك واصل سعر خام برنت أمس تحركه فوق مستوى 70 دولارا للبرميل؛ وذلك في أعقاب إعلان انخفاض مخزونات الخام في الولاياتالمتحدة لكنه لم يصمد ليهبط مرة أخرى تدون هذا المستوى ويتضح ذلك على «الفريم» اليومي، وكشفت بيانات من إدارة معلومات الطاقة عن وجود هبوط في المخزونات لأكثر من المتوقع مع قيام مصافي التكرير بزيادة الإنتاج. في المقابل يميل محللون في شركات البورصة إلى إمكانية حدوث مزيد من الانخفاض في الأسعار بعد التراجعات الحادة في الفترة الأخيرة.