استغرب أهالي محافظة الجموم وسكان شمال مكةالمكرمة من العشوائية في مسلخ الوادي بمحافظة الجموم، مؤكدين أن المسلخ تفوح منه روائح كريهة، فضلا عن انتشار الحشرات به وعدم تقيد الجزارين باستخدام أغطية الرأس وقفاز اليدين ناهيك عن عدم ارتدائهم الملابس المخصصة للمسلخ. وأوضح عدد من الأهالي أن كل ذلك بسبب غياب دور بلدية الجموم على حد قولهم متسائلين عن لجان المراقبة لهذا المسلخ، وموضحين في نفس الوقت أن الزبون يجلس على أعصابه أثناء تجهيز الذبيحة بسبب الروائح الكريهة والحشرات ومشاهد الدماء في المسلخ. وأضافوا أن تعليمات البلدية واضحة فيما يخص المسالخ إلا أن المتعهد حرص على تشغيل المسلخ لأسباب مادية فقط دون الاهتمام بالنظافة العامة أو انتشار الأوبئة حول المسلخ. «عكاظ» تجولت في أرجاء المسلخ ورصدت ملامح المخالفات والروائح التي تفوح من بقايا الذبائح. وقال باسم الغريفي منذ فترة طويلة قاطعت مسلخ الجموم والسبب يعود لافتقاره للحد الأدنى من النظافة في عملية ذبح وتقطيع الذبيحة حيث الانتظار الطويل لاستلام الذبيحة في جو لا يطاق وحشرات تزاحمك في المكان الذي تجلس به حتى الأماكن المخصصة لجلوس الزبائن لا تليق كونها حديدية وغير نظيفة. وأضاف لم تشاهد عيني في كل مسالخ المملكة مثل السطول التي يتم استخدامها في المسلخ حيث يتم تجميع اللحم في السطول دون مراعاة لشعور الزبائن وهي على حد قوله طريقة مقززة للغاية، موضحا أنه لم يسبق أن شاهد طبيبا بيطريا يكشف على الذبائح وإنما يتم ذلك بواسطة العمال حسب الخبرة التي اكتسبوها من المسلخ. من جهته، أوضح رزق الله السلمي بقوله: «لم أكن أعلم أن مسلخ الجموم يتعامل بهذه العشوائية في ذبح الماشية ولو كنت أدري ذلك لذبحت ماشيتي بنفسي، موضحا أنه سبق أن اشترى ذبيحة وعندما دلف إلى المسلخ صدم من مشاهد العشوائية وتدني مستوى النظافة بشكل عام وافتقار عمال المسلخ لوسائل التعقيم أو لبس أغطية الرأس وقفازات اليدين الأمر الذي جعلني أتقزز من ذبيحتي. وأضاف السلمي أن المسلخ يحتاج لأجهزة تكييف حتى لا تفسد اللحوم جراء حرارة الصيف اللاهبة وكذلك يجب تغيير الأوعية البلاستيكية المستخدمة في تعبئة اللحوم واستبدال خزانات المياه المتكسرة. وقال حسن الصاعدي إن مسلخ الجموم انتهى عمره الافتراضي وظهرت عليه علامات الشيخوخة ويحتاج إلى تجديد وعناية ومتابعة من البلدية أو أن يحال للتقاعد فليس باستطاعته استقبال مئات الذبائح وخاصة في مواسم الحج وشهر رمضان المبارك فالمتعهد لا يهمه سوى الكسب المادي و ما يستفاد من جلود الماشية. وأضاف كثيرا ما تجد عمال المسلخ يطالبونك بما تجود به نفسك من بخشيش، إضافة إلى تجميع الجلود بشكل غريب داخل صالة الذبح. وتساءل الصاعدي عن أجرة ذبح الماشية التي يتقاضاها متعهد مسلخ الجموم وماذا يقابلها من خدمات ترضي المواطن والمقيم على حد سواء. من جانبه، قال حسين الحربي من سكان وادي فاطمة على الرغم من وجود مسلخ وحيد في محافظة الجموم إلا أنه يحمل العشرات من الملاحظات السلبية والتي جعلت الكثير من الأهالي يمتنعون عن ذبح ماشيتهم فيه وأنا عندما تضطرني الظروف للذبح في المسلخ تصيبني كتمة شديدة حيث تستقبلك روائح المسلخ التي تزكم الأنوف وتلف المكان بأكمله. وتساءل الحربي عن أسباب عدم إنشاء مسلخ بديل يخدم عشرات الآلاف من سكان محافظة الجموم في ظل توفر مساحات شاسعة في أطراف المحافظة مطالبا بأن تكون هناك جهات رقابية تعمل على مدار الساعة لمتابعة سير العمل وتوفير بيئة للمسلخ النموذجي الذي يليق بسكان المحافظة الجموم. من جهته، قال رئيس بلدية محافظة الجموم منصور الجهني إنه زار المسلخ ووقف على ملاحظات المواطنين وتم تكليف المختصين بتنفيذ العقوبة بحق المخالفين وأنه تتم متابعة مجريات الموضوع منه شخصيا. وفي نفس الاتجاه قال مدير إدارة المشاريع والصيانة ببلدية محافظة الجموم المهندس ياسر الحربي إنه تم اعتماد خمسة ملايين ريال لبناء مسلخ جديد لمحافظة الجموم بديلا عن المسلخ الحالي وتجري ترسية المشروع لإحدى شركات المقاولات حاليا. وقال المهندس الحربي إن مسلخ محافظة الجموم الحالي قديم ومتهالك ويقع على مدخل المحافظة مسببا هاجسا لبلدية الجموم الفرعية وإنه تم تصميم مسلخ جديد نموذجي كما أنه سيتم تنفيذ حديقة في موقع المسلخ الحالي لرفع المستوى الجمالي له بما يليق بالمحافظة ومدخل مكةالمكرمة الشمالي.