طفلة عاشت حياة «ماوكلي» الواقعية وليست الأسطورة المتجسدة في أفلام الكارتون والرسوم المتحركة، إنها تيبي اوكانتي ديغري، ولدت في ناميبيا، من والدين فرنسيين «آلان ديغري» و«سيلفي روبرت» عام 1990، ووالدها يعشقان تصوير الحياة البرية ويعتبران من المحترفين، وقد جالت في معظم مناطق أفريقيا في مغامرة قل نظيرها ومثيلها. من الجلوس على ظهر النعامة، والتسكع مع النمر، ومداعبة الأفعى عاشت الطفلة حياة من كتاب الأدغال بكل ما للكلمة من معنى، كان سحرا أن تتكيف مع الحياة البرية ومع الحيوانات المفترسة، كما تقول والدتها، لقد عاشت أكثر من عشر سنوات من عمرها تماما في الأدغال بعيدا عن الحياة الحضرية، وعن البشر، وأظهرت في نمط حياتها الانسجام التام والكامل بين بني الإنسان والحيوان، في حياة بعيدة عن الترف وألعاب الاطفال، الفيل والفهد أصدقاؤها، والضفدع والتمساح ألعابها، وتضيف والدتها، أنها عاشت مع حيوانات الأدغال وكأنهم هداياها، وهي موهوبة جدا، كانت تنظر في عين الفيل وتتحدث إليه، دون الأخذ بعين الاعتبار حجمه أو شكله. هي الآن في الواحدة والعشرين من العمر، وقد حصلت في سن الثامنة عشرة على تخرجها من معهد السينما في باريس، وتقول والدتها إنها لا تشعر بالندم كون طفلتها عاشت سنينها الأولى في الأدغال، وتضيف، أنها قدمت لطفلتها تجربة نادرة مختلفة عن كل التجارب لطفل يعيش في المدينة. والآنسة تيبي اليوم تعتقد أنها من أصول أفريقية، وهي في نية الحصول على جواز سفر ناميبي، وتريد أن تصبح سفيرة لناميبيا، كما تروي أسطورة ماوكلي، ولكنها ماوكلي الحقيقية وليست الرواية.