ما إن استبشرت جماهير الأهلي بفريق «جاهز» لحصد بطولة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، إلا ودق الفريق ناقوس الخطر من جديد وبنفس الطريقة التي ظل الراقي يعاني منها لسنوات أفقدته لقب الدوري في أكثر من موسم. يقدم الفريق الكروي هذا الموسم مستويات جعلته الأفضل من بين منافسيه، ويظهر من مباراة لأخرى بهوية «بطل»، ولكن تأتي الطامة فجأة دون مقدمات من خلال إهداره لنقاط أقرب ما يكون لها ومن فرق متواضعة مقارنة بإمكانات الأهلي. ففي الوقت الذي كان بالإمكان أن ينفرد الفريق الأخضر بوصافة الدوري ويكون الشوكة الأقوى في حلق المتصدر «النصر» خاصة بعد هدية التعاون الذي هزم المنافس الآخر «الشباب» أبى الأهلي إلا وأن يصعبها من جديد ليدخل معترك التنافس مع منافسين لن يتهاون في نيل الصدارة. «صلة الجمهور» بالراقي غابت في مواجهة الفيصلي التي جاءت بعد توقف سمح للفريق بإعادة الصياغة ومعالجة الأخطاء، لعب الأهلي أمام جماهيره التي حضرت على غير العادة «ضعيفة» مقارنة بسابق اللقاءات فكانت تلك «الضربة الأولى» التي فاجأت لاعبي الفريق وإدارته قبل المتابع الذي كان يرى في المدرج الملكي علامة فارقة منذ بداية الموسم، وجاء التيقن أن «الجوهرة» ستواصل لمعانها بغزارة الجماهير الخضراء، لكن الواقع جاء عكس ذلك، خاصة بعد أن أصبح الجمهور المكسب «المادي» للنادي، بعد إلغاء عقد «صلة». تشكيلة «جروس» بعثرت الأوراق جاءت تشكيلة المدرب السويسري جروس «غريبة» وصعبة على «الواقعية»، فالأسماء المشاركة يتفق المتابع على أنها «المثالية» في الفريق، هذا إذا ما استمر الرتم على ما هو عليه دون غيابات أو توقف، لكن إذا ما أخذ في الاعتبار أن يقضي الفريق إعداده بغياب 7 لاعبين شاركوا مع المنتخب في بطولة الخليج، ويتم الزج بهم دفعة واحدة مع أنهم لم ينخرطوا مع الفريق سوى في تدريب واحد، الأمر الذي أفقد الفريق شيئا كبيرا من التجانس الذي كان من المفترض على المدرب أن يخلق له حيزا من الوقت لإراحة الدوليين من مشاركة قوية وإعطاء المجموعة التي خاضت المعسكر فرصتها للتواجد، خاصة أن الأسماء في الأهلي متقاربة من حيث المستوى. ثبات الجاسم.. ووقفة مع الثلاثي بعض لاعبي الأهلي فرقوا بالإيجاب والبعض الآخر زادت سلبيته من مباراة إلى أخرى، حيث ظهر تيسير الجاسم ثابتا في مستواه إضافة لسعيد المولد والسومة عمر حتى وإن لم يوفق في التسجيل. ويأتي على العكس مصطفى بصاص الذي يواصل هبوط مستواه بشكل غريب رغم ما يملكه من إمكانات ظهرت في السابق وسرعان وما اختفت حتى بات عبئا على الفريق، الأمر الذي يحتم على القائمين بالراقي من مدرب وإداريين الجلوس مع اللاعب ومعرفة السر وراء هذا التراجع، سيما وأن اللاعب يعد من صفوة النجوم. فيما يؤكد الهولندي من أصل مغربي مصطفى الكبير عدم جدواه في الخارطة الأهلاوية أسوة بأجانب الفريق الذين قدموا ما يعبر عن هويتهم في أكثر من مناسبة، وبات أمر استبداله في الشتوية لا بد منه، فالوضع لا يحتمل مزيدا من التجربة. ثالث اللاعبين الذين يجب عليهم مراجعة أنفسهم وليد باخشوين، خاصة أنه من النجوم البارزين الذين يعول عليهم الفريق الأهلاوي وحتى المنتخب الوطني، لكن تشنجه وفقدانه للسيطرة من خلاله احتكاكاته المتسرعة والتي قد تفقد الفريق خدماته في أصعب المباريات وذلك ما يعاب فعلا على اللاعب الذي يشعل أهم المراكز في تشكيلة الفريق. حلول عاجلة لهدر النقاط وأخيرا ينبغي على المدرب والجهاز الإداري معالجة إهدار النقاط في المواجهات السهلة والسعي إلى تغيير فكر اللاعبين في هذا النوع من المواجهات التي قد تكون في أكثر الأحيان السيف الذي يبتر أحلام الأهلاويين إذا ما واصلوا فشلهم في تجاوزه.