رحب مثقفون وأكاديميون قطريون بعودة العلاقات الخليجية الخليجية إلى حالة الدفء المألوفة بين دول المجلس، مثمنين دور وحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقادة دول المجلس، وتطلعوا إلى أن تسفر المصالحة عن استراتيجيات لحماية اللحمة الخليجية ومنع أي خلافات مستقبلية. وقال المحلل السياسي الدكتور محمد المسفر إن حكمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أدت إلى القمة التشاورية التي فتحت صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الخليجية الخليجية، مؤكدا ابتهاجه بما جاء في بيان الرياض من روح التعاون الصادق والتأكيد على المصير المشترك، ولافتا إلى أن روح التعاون تتطلب حسن النوايا وعدم سماع ما يقوله الوشاة وأصحاب المصالح ودعاة الفتنة، وأشار إلى أن دول المجلس قوة اقتصادية عملاقة، فقد اهتز الاقتصاد العالمي كله عام 2008، وكان تأثير تلك الأزمة العالمية على دولنا يكاد لا يذكر مقارنة بما حدث للاقتصاد الرأسمالي العالمي برمته، واصفا مكانة الخليج بالاستراتيجية الهامة إلى جانب نظم حكم متجانسة. فيما يرى رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية جابر الحرمي أن العلاقات الأخوية المتينة والراسخة التي تضرب بجذورها عبر التاريخ، وعبر مسيرة حافلة من التواصل والتكامل بين البلدين والشعبين الشقيقين لا يمكن القفز عليها في أي مرحلة من المراحل، حتى وإن وجدت بعض الاختلافات لظرف ما، في وجهات النظر، فإن حكمة وحنكة قيادتي البلدين الشقيقين أسهمت في تجاوز ذلك، مشيرا إلى القناعة الأكيدة لدى شعبي البلدين اللذين اليوم هما الأكثر سعادة بهذه المصالحة، كونها تعزز الروح الإيجابية، وأكد أن حرص قادة دول مجلس التعاون هو الضمانة لبقاء هذا الكيان الخليجي، مؤملا أن نتقدم خطوات إلى الأمام لا لبقاء المجلس ككيان فقط، بل لاستمراريته قويا متماسكا للتصدي للتحديات التي تواجه هذا الكيان، والأخطار المحدقة بالمنطقة، لافتا إلى أن الاختلاف إذا ما وجد، سيتم تجاوزه بحكمة القادة، الذين هم أكثر حرصا على بقاء هذا الكيان الخليجي قويا ومتماسكا، والمضي قدما نحو المستقبل بروح جماعية وعمل جماعي من أجل مستقبل أكثر إشراقا لأبناء مجلس التعاون، وأكثر أمنا واستقرارا من أجل استمرار التنمية الشاملة التي تشهدها دول المجلس، وأكد ثقته في أن قمة الدوحة الخليجية التي ستعقد في 9 ديسمبر القادم ستكون منعطفا مهما في مسيرة مجلس التعاون، وستدفع نحو تعزيز هذه المسيرة وترسيخها. فيما يرى أستاذ الشريعة والقانون الدكتور عبدالحميد الأنصاري أن حكمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وانتماءه أسهما في تفكيك الأزمة الخليجية، مثمنا دور شيوخ الخليج في الكويت وقطر والإمارات ومملكة البحرين، ومذكرا بما امتن به الله سبحانه من نعمة الأمن، ولفت إلى أن «العنف الإرهابي» و«الأيديولوجيات المدمرة» و«الأنظمة المستبدة» آفات أهلكت الكثير من المجتمعات وجلبت لها الكوارث والنكبات، داعيا في ظل ما يعيشه العالم العربي من اضطرابات وصراعات وفوضى وعنف الإرهاب الأعمى إلى صيانة وحفظ وحدة الخليج لتظل كما هي اليوم في منأى عن هذه الآفات. ويرى الأنصاري أن الذي عصم الخليج من هذه الآفات المهلكات بعد الله هو نظامه السياسي الحكيم المتجذر في العمق التاريخي للمجتمعات الخليجية المستمد شرعيته من الرضا العام للمجتمعات الخليجية بتكويناتها المختلفة، وهي شرعية أكثر رسوخا من شرعية «الصندوق الانتخابي»، واصفا نظام الحكم الخليجي بالحصافة السياسية في التعامل مع المخالفين سياسيا عبر أساليب الإرضاء والاحتواء، كونه نظاما لا يعرف أساليب القمع والقهر والإذلال، ولا انتهاك كرامات الناس، مشيدا بتبني الدول الخليجية مطالب الإصلاحات ومواجهة الفساد وتحجيم هدر الموارد مع ما يتسم به من مرونة عالية تمكنه من استيعاب المتغيرات السياسية الداخلية والخارجية في تبني الإصلاحات السياسية وزيادة المشاركة الشعبية وتوسيع هامش حريات التعبير، وقال إن الإسلام السمح «غير المؤدلج» دين الطيبين، هو الذي حصن الخليج ليكون الكيان الأكثر استقرارا وازدهارا وانفتاحا على العالم.