نوهت وزيرة خارجية السويد مارجوت فالستروم بالعلاقات المتميزة التي تربط بين المملكة والسويد. وأشارت في حوار ل «عكاظ»، إلى الجهود التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين من أجل الانتقال من التعاون الخليجي إلى الاتحاد الخليجي، متوقعة أن تكون لها نتائج استراتيجية مهمة على المنطقة. وانتقدت فالستروم سياسة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أنها تشكل خطورة وعقبة حقيقية أمام السلام. وشددت على أنه لابديل عن حل الدولتين. كيف تنظرون إلى العلاقات بين المملكة والسويد؟ تجني علاقات وطيدة وجيدة جدا تربط بين المملكتين، تتسم بروح الاحترام والتعاون، ونحن نقدر الدور السعودي الفعال على المستوى الإقليمي والدولي وفي المجموعات الدولية مثل مجموعة العشرين وأوبك، كما نقدر المبادرات السياسية لخادم الحرمين الشريفين، ونحرص على تطوير علاقتنا مع المملكة، ونتابع تحركات الدبلوماسية السعودية في ملفات الشرق الأوسط بما فيها ملف السلام واليمن وغيرهما. وهناك لجنة الصداقة السعودية السويدية لدعم العلاقات الثنائية وتطويرها من خلال التعرف على المملكة عن قرب وتبادل الزيارات والتشاور لا سيما من خلال مجلس الشورى السعودي والبرلمان السويدي. يستعد مجلس التعاون الخليجي لعقد قمته.. كيف تقيمون خطوة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد؟ كنا من أوائل الدول الأوروبية التي رحبت بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتحول من التعاون إلى الاتحاد، وهي مبادرة مهمة وربما تشكل الآن حيوية خاصة وضرورة ملحة لتحقيقها والبدء في خطواتها، كما أنها تنقل تطلعا استراتيجيا هاما لمنطقة الخليج من شأنه تحقيق مزيد من الأمن والاستقرار لا سيما في هذا التوقيت، ونحن على اتصال دائم بمجلس التعاون الخليجي وبالمملكة، وقد مررنا بخطوة مماثلة لتشكيل الاتحاد الأوروبي ومستعدون لتقديم الخبرة والعون. كيف تقرأين قرار الحكومة السويدية الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟ السويد كانت وما زالت تعتبر سياسة الاستيطان الإسرائيلية تعرقل السلام وتشكل عقبة حقيقية، وموقفنا الواضح أنه لا بديل لخيار الدولتين، فيما يتعلق بالقرار فإنه جاء في ظل رؤية حكومية سويدية ترى أن حيثيات القانون الدولي تسمح لنا بهذه الخطوة ونحن نتنمى أن يكون هذا القرار خطوة لتسهيل عملية السلام في الشرق الأوسط ودعم تطلعات خيار الدولتين. والقرار يأتي في وقت يزداد فيه التوتر في المنطقة، فنحن نرى أن هناك خطورة على الشرق الأوسط من حالة اللا سلام واللا مفاوضات، وهو أمر يشكل مصاعب ومخاطر ليس فقط على الشرق الأوسط، لذا فإننا ننوي التعاون مع الشباب الفلسطيني والإسرائيلي لتعريفهم أن هناك بدائل تتيح مستقبلا أفضل إذا ما تحقق السلام بين الجانبين، كما خصصنا استراتيجية مستديمة لدعم مؤسسات الدولة الفلسطينية. كيف ترون الأوضاع في العراق في ظل تصاعد الأعمال الإرهابية؟ نحن ندعم الائتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب، ونرى أن العراق إذا التزم بالحكومة الوطنية فإنه سيكون قادرا على محاربة هذا الإرهاب مع دعم الشركاء في العالم العربي وعلى المستوى الدولي، وهنا ينبغي لفت النظر إلى جهود الحكومة السعودية التي مكنت منذ البداية من تشكيل التحالف الدولي لمحاربة إرهاب داعش والتنظيمات الإرهابية، وحسب الرؤية السويدية فإن مشاركة الدول الإقليمية في هذا التحالف أمر ضرروي وحيوي، إن إرهاب داعش يهدد المنطقة وأمنها واستقرارها كما يهدد الأمن والعمق الاستراتيجي لأوروبا. ما رؤيتكم للأزمة اليمنية، وهل ترون أن الحكومة الجديدة قادرة على إنهاء حالة الفوضى؟ لقد رحبنا بتشكيل حكومة الكفاءات في اليمن، وطلبنا من جميع الأطراف بمن فيهم الحوثيون الالتزام باتفاقية السلام والشراكة ووحدة الأراضي اليمنية ومحاربة الإرهاب، وفي ظل التشكيلة الحكومية الجديدة ودعم الدول الإقليمية والمجتمع الدولي لها، فإننا نعتقد أن هذه الحكومة أمامها الكثير من العمل لا سيما فيما يخص الوضع الاقتصادي للبلاد، ونطالب بدور أكثر إيجابية لمجموعة أصدقاء اليمن، لاسيما أن الوضع الأمني لم يتقدم بالشكل المطلوب، وهو الأمر الذي يتطلب تفعيل دور المؤسسات الحكومية ودعم الدولة اليمنية الموحدة ومحاربة الإرهاب. وكيف تنظرون لمسار مفاوضات النووي الإيراني، خاصة أن الجولة الأخيرة لم تحقق نتائج؟ المفاوضات بين المجموعة الدولية وإيران لم تحرز تقدما ملموسا سواء في فيينا أو مسقط، ومن ثم تم تمديدها، يبدو أن هناك أمورا ينبغي التوصل فيها إلى قاسم مشترك لأنه من الضروري أن يتم توقيع اتفاق شامل مع طهران لمنع أي محاولات لرفع نسبة تخصيب اليورانيوم واحتمالات تصنيع السلاح النووي. وموقفنا لم يتغير في هذا الملف، وما زلنا ننادي بالتمسك بمسار حوار دبلوماسي لحل الأزمة، إذ أننا لا نمانع الاستخدام السلمي للطاقة وإنما نمانع أي تتطور للملف النووي الإيراني يمكنه من تصنيع أسلحة نووية.