رئيسة قسم العيون في مجمع الملك عبدالله الطبي الدكتورة سيرين جوهرجي نبهت من خطورة إهمال الإعاقات البصرية التي تحدث في غياب الوعي. داعية إلى ضرورة فحص ضغط العين باعتباره يمثل محورا أساسا في الاكتشافات، ويعمل على إتلاف بعض الخلايا العصبية ويؤثر على النظر، بالإضافة إلى ذلك هناك انتشار الإصابة بما يعرف الماء الأبيض (الساد) الذي يتعرض له الكثيرون في أعمار متقدمة، حيث تظهر الغشاوة تدريجيا، ثم يضعف النظر، وعادة يصاحب هذه المعاناة استسلام للأمر الواقع ظنا أنه لا بد لمن يتقدم به العمر من علل بصرية، وهذا خطأ شائع يمكن القضاء عليه بالتوعية التي تجعل الإنسان متابعا للعوارض الصحية أولا بأول واكتشاف التطورات في بدايتها وعلاجها في أبسط عمليات العيون، حيث تمثل نسبة نجاح ب«98» بالمائة، وأضافت أن الجراحة تتم بتخدير موضعي بتقنيات حديثة ومضمونة النتائج بينما الإهمال يجعل العلاج صعبا في مراحل متقدمة وقد ينتهي بفقدان البصر في النهاية، ولا يمنع احتمال إصابة الصغار ب«الساد» أيضا وهنا مسؤولية الأطباء في دقة الفحص بالتركيز على العين. ولفتت الدكتورة سيرين إلى أن داء السكري يمثل خطورة كبيرة؛ لأنه يضاعف المشكلة خاصة في كبار السن، حيث إن نسبة المرض تجاوزت 25 بالمائة حاليا، مما يدعو إلى عدم التهاون في تنظيم نسبة السكر نظرا لقوة ضرره على شبكية العين، ويتضح في المتابعة الإحصائية عمليا مدى تأثير هذا الداء على العين، حيث أجرت اللجنة الوطنية لمكافحة العمى مسحا ميدانيا للكشف عن مسببات الإعاقة البصرية وهو الأول من نوعه عربيا وشمل محافظاتالطائف والأحساء وجازان، وخرج بنتيجة مفادها أن 10 إلى 15 بالمائة من الإصابات بالعمى والإعاقات البصرية واعتلال الشبكية وارتفاع ضغط العين ارتبطت مباشرة بمرض السكري. وحول أمراض العيون أكدت الدكتورة سيرين إلى ضرورة نقلة نوعية في الجوانب الوقائية بالكشف على المواليد، والصغار قبل مرحلة المدرسة بملاحظة وجود حالات تحتاج إلى التدخل المبكر مثل أن تكون عين أقوى من الأخرى فتصاب واحدة بالكسل لأن القوية تسحب قدرة الرؤية وهذه المشكلة تؤدي إلى عدم الرؤية ثلاثية الأبعاد والعلاج المبكر ممكن.