في وقت تكشف المديرية العامة لمكافحة المخدرات، حجم المهربات التي حاولت عصابات الإجرام إدخالها إلى المملكة، تتجه الأنظار إلى المناطق الحدودية، التي تشكل حاجز حماية أول. وفي كل مرة تتزايد المحاولات من المهربين، يتضاعف القلق في ظل المطالبة بمزيد من الوعي خاصة لأهالي المحافظات الحدودية، الذين يعول عليهم كثيرا في إفشال أي مخططات تهريبية. «عكاظ» وضعت المخاوف على طاولة محمد بن هادي الشمراني محافظ الداير الحدودية بجازان، ليحسم المخاوف ويضع النقاط على الحروف في هذا الجانب. يلاحظ أن هناك زيادة في تهريب المخدرات والأسلحة في الآونة الأخيرة، ترى ما السبب؟ أعتقد أن الفراغ الأمني في الدولة المجاورة يعد سببا مباشرا في محاولة تمرير الأسلحة والمخدرات إلى المملكة، حيث إنهم يحرصون على التكسب من وراء هذه التجارة التي تقتل البشر، وتبيد الحرث والنسل، كما أن التضاريس الصعبة ووعورة الطرق تحفز المهربين على القيام بمحاولات التهريب، لكن بفضل من الله فإن الأجهزة الأمنية ممثلة في حرس الحدود قادرة على التصدي لهؤلاء المهربين، ومكافحة عمليات التهريب، وبذل جل طاقاتهم وجهودهم في التصدي لهذه المشكلة. لكن البعض لازال يتخوف من ازدياد هذه النسبة؟ صحيح إن هناك زيادة في نسبة التهريب في المحافظة، لكن كما قلت إن اليقظة الأمنية وتوفير كافة الاحتياطات البشرية والآلية كفيلة بإذن الله في التصدي لكل من تسول له نفسه محاولة العبث بأمن هذه البلاد.. مشيرا إلى أن اللجنة الأمنية بالمحافظة تبذل جهودا مقدرة لمواجهة المهربين وإحباط مخططاتهم والقضاء عليهم. وكيف تتم معالجة انحراف بعض الشباب ممن يتورطون في مثل جرائم التهريب على اختلافها سواء المواشي أو الأسلحة أو المخدرات؟ لا يختلف اثنان على أن أسباب تورط بعض من شباب المحافظة في هذه الجرائم يعود لتأثرهم بمواقع التواصل الاجتماعي وحالة الفراغ التي يجبرون أنفسهم على البقاء فيها، ويرغبون في الثراء السريع والحصول على المادة بأيسر وأسهل وأقصر الطرق حتى وإن كان على حساب أمن وطنهم. وأؤكد أن المؤسسات الاجتماعية وإدارة التعليم وأئمة المساجد بالمحافظة يبذلون جهدا كبيرا في توعية الشباب وإيجاد البرامج الهادفة وإشغال أوقاتهم بما ينفعهم ويعود بنفعه على مجتمعهم والقضاء على ظاهرة قيادة السيارات بسرعة جنونية فهي التي تتسبب في بعض الأحيان بوقوع حوادث أليمة خاصة أن المحافظة تقع في منطقة جبلية. وأستطيع القول إن شبابنا بفضل من الله فيهم الخير الكثير وهم مستقبل البلاد، والدور على الجهات المختصة في التوعية والمراقبة لمنع أيادي التخريب لكي لاتصل إليهم، وهو دور تتداخل فيه كافة الجهود من المنزل إلى المدرسة وكل من في المجتمع لأن الأمن يعني الحياة للجميع، ونحن محسودون على أمننا وتماسكنا ونهضتنا وتطورنا وتمسكنا بديننا، لذا لابد من الحرص. إلى أي مدى هناك استغلال من تلك العصابات الإجرامية لبعض القرى الحدودية؟ بالطبع القرى الحدودية تشكل حاجز حماية للوطن، وتقف عائقا أمام كل عابث تسول له نفسه الوصول إلى بلادنا الآمنة، وهناك ضعاف نفوس للأسف تتساقط معهم حدود المصلحة العامة، ويغلبون المصلحة الشخصية، فيقعون فريسة لعصابات التهريب، لكنهم بفضل من الله قلة محدودة جدا، إلا أن الغالبية بفضل من الله مشهود لهم باليقظة والإخلاص والوطنية، والغيرة على أمن البلاد. وسبق أن اجتمعنا بمشايخ تلك القرى وأعيانها وبحضور لجنة حرم الحدود وناقشنا العديد من الأمور ومن أهمها التصدي لهؤلاء والتهيؤ للانتقال من المواقع الحالية خاصة أن كل الظروف الأمنية تتطلب إخلاء الشريط الحدودي من القرى والمساكن، وطلبنا من الأهالي التعاون مع لجنة حرم الحدود التي تقوم حاليا بحصر المواقع. كيف تنظرون لمستقبل المحافظة في القريب العاجل؟ الداير من المحافظات المهمة التابعة لمنطقة جازان التي تتميز بطقسها وطبيعتها، وأتوقع أن المحافظة مقبلة على حزمة من المشاريع الهامة التي ستحقق نقلة نوعية في سياحة المحافظة واقتصادها بالإضافة إلى الإسكان الذي ينتظرون رؤيته في الداير.