يقضي التلاميذ يوميا حوالي سبع ساعات في المدرسة مع زملائهم، وهو أكثر من الوقت الذي يقضونه مع عائلاتهم، ومع هذا لا يوجد أي تأهيل لهم لكيفية التعامل السليم مع بعضهم، في ظل غياب ثقافة التهذيب السلوكي بالعموم في مجتمعنا بالنسبة للتعامل البيني بين الأقران، حيث التهذيب الأخلاقي الرئيسي وغالبا الوحيد الذي يتلقاه الأطفال بالنسبة للمعاملة هو فقط طاعة الكبار، وليس هناك تهذيب يذكر بالنسبة للسلوك السليم مع أقرانهم، ولأن الأطفال هم عبارة عن كتلة من القوى الغرائزية التي ما زالت غير منضبطة بالتهذيب الأخلاقي السلوكي الاجتماعي والثقافي اللازم بعد؛ لهذا يسود خاصة مدارس البنين جو دارويني عنيف ماديا ونفسيا والبقاء فيه للأقوى والأشرس، ويوقع الأطفال على بعضهم كما من العنف والأذى الجسدي والنفسي وحتى الجنسي لا يقل خطورة عن ذلك الذي يكون من الكبار على الصغار، والأهل يستخفون بمعاناة الطفل هذه من أقرانه بالمدرسة ويكتفون بتوصيته أن يضرب من يضربه، وكثير من الطلاب سبب انخفاض مستواهم الدراسي وكراهيتهم للمدرسة هو الجو العدواني للمدرسة، وحتى الكثير من الأعراض النفسجسدية «السيكوسوماتيك» التي يعاني منها الأطفال ولا يكون لها سبب مرضي تكون ناتجة عن الكرب النفسي لدى الطفل من عنف أقرانه في المدرسة، وفوق هذا يتهمه الأهل بأنه يمثل تلك الأعراض ليتهرب من الدراسة بما أنه لم يتبين وجود سبب عضوي لها، ومن أشكال سوء سلوك الطلاب مع بعضهم؛ العنف اللفظي كالسباب والسخرية والتعيير العنصري والتعيير بالحالة المادية ونشر المزاعم المسيئة عن أحدهم، السرقة، التسلط العلني بأخذ مصروف وأغراض الطفل الضعيف وترهيبه «التنمر»، الشجار لإثبات القوة، التحرش الجنسي والذي يكون نتيجة لتعرض التلميذ للتحرش في بيئته المنزلية أو مطالعته لمواد إباحية أو نتيجة للجهل.