المركز المصري لحقوق الإنسان يرسم خريطة الموت والعنف التي شهادتها المدارس في مصر في الشهر الثاني من العام الدراسي الجديد 2012-2013م والذي أثمر عن كثير من العنف، وطغى على العملية التعليمية في التقرير الثاني من العام الثالث للمركز المصري لحقوق الإنسان لرصد إنتهاكات حقوق الإنسان في المدارس نجد :- 65 حالات قتل ... 5 حالات تحرش ضد الطالبات داخل وخارج المدارس المصرية ... 7 حالات تميز دينى ضد طلاب المدارس المصرية .. 2 حاله إعتداء جنسي ضد الطلاب في مصر ... 5 حالات هجوم من البلطجية على المدارس المصرية ... إعلان مواعيد الإمتحانات قبل إستلام الكتب وتأخر كتب المواطنة وحقوق الإنسن للصف الثاني الثانوي وكتب الجغرافيا والتربية المسيحية ... 2000 منطقة محرومة من التعليم ... والتعليم تعترف بفشل الخطة الخمسية ونسبة النجاح 12% ... والثعابين والكلاب الضالة تهدد حياة التلاميذ .. وحياة الطلاب في خطر بسبب تعسف المدرسين ضدهم ... 18 حالة عنف من المدرسين للطلبة ... وتنوع حالات العنف ضد التلاميذ من تكسير الأصباع و الضرب المبرح بخرطوم المياة وكابل الكهرباء وإصابة العين وتكسير في الحوض وقطع الرباط الصليبي وقص الشعر وإرتجاج في المخ وتكسير الساق والتعذيب والأحتجاز في دورات المياة ... 8 حالات إعتداء من الطالب علي مدرسة وزميلة ونفسة وآخرين تنوعت بين التمزيق بالمطوي والذبح والإعتداء ومحاولة الخطف والشنق والصفع على الوجه والضرب ... الجدري المائي و الملتحمة والغدة النكافية أمراض تنتشر في المدارس بين الطلاب و إرتفاع حالات الإصابة بالغدة النكافية إلي 5000 حالة ... إنه لمشهد مفزع تستقيظ عليه مصرنا الحبيبة كل يوم تقريباً فلا تخلو صحيفية من حادثة جديدة وبأسلوب مبتكر جديد ضد أطفالنا في المدارس المصثرية ومازالت خريطة العنف والموت في إزدياد، هنا نجد معلمة تقص شعر تلميذتين خوفاً عليهن من التحرش وهما ما زالنا في عمر الطفولة المبكرة، وهنا نجد حادثة مفزعة لأطفال أسيوط حتي توفي فيها أطفال أشقاء في نفس المدرسة وفي نفس الحادثة، وهنا نجد وفاة طفلاً سقط من الطابق الأول لأن المدرسة أهملت ولم تراعية، وهناك وفي الشهر الماضي وفي بداية العام الدارسي نجد 65 قتلي من الطلاب والطالبات من المدارس المصرية، هؤلاء الأطفال بأى ذنب قتلوا وجرحوا ؟؟!! وللعام الثالث على التوالي يعكف المركز المصري لحقوق الإنسان على دراسة ورصد أحوال المؤسسة التعليمية من حيث احترام قيم حقوق الإنسان، من منطلق ضرورة توفير مناخ مناسب للتلميذ والمعلم في بيئة تعليمية سلمية تعمل على تفريغ عقول ناضجة تنقل مصر الغالية إلى مستقبل أفضل، ويقوم المركز المصري بدراسة أوضاع التعليم وما يتعرض له من مشكلات وكيفية حلها، ويسلط الضوء على ما يتعرض له التلميذ من انتهاكات، وكذلك المعلم، وردود فعل وزارة التربية والتعليم مع المشكلات المتعلقة بهذا الشأن، وكيف تتعامل الصحافة مع هذه الانتهاكات، ويقوم المركز بعرضها على الوزارة ووسائل الإعلام بشكل شهري على أمل مواجهة هذه المشكلات من أجل الوصول إلى مناخ صحي يسمح بتبادل الأفكار بين المعلم والتلميذ، وهذا التبادل مبنى على أسس الحوار والاحترام وتعزيز منظومة حقوق الإنسان. وهذا التقرير هو الثاني من العام الدراسي 2012/2013، وهذا التقرير رصد حوالي 100 مادة صحفية من 18أكتوبر 2012 وحتى 18 أكتوبر 2012، واعتمد التقرير على 23 صحفية وهى (الأهرام، أخبار اليوم، الاخبار، الجمهورية، الأهرام المسائي، المسائية، المساء، روز اليوسف، الوفد، الحرية والعدالة، الاحرار، الاهالى، المصري اليوم، الدستور، اليوم السابع، التحرير، الشروق، الوطن، الصباح، ، نهضة مصر، الفجر،وطنى، الاسبوع ). ويتضمن التقرير عدد من الانتهاكات وينقسم إلى أحدي عشر أقسام، القسم الأول حالات وفاة طلاب المدارس بسبب الإهمال، القسم الثاني : التميز الديني ضد طلاب المدارس المصرية، القسم الثالث إعتداءات جنسية ضد طلاب المدارس، القسم الرابع حالات البلطجة ضد طلاب المدارس المصرية، القسم الخامس إنتشار ظاهرة التحرش داخل المدارس المصرية، القسم السادس حالات العنف في المدارس المصرية والذي أنقسم إلي عنف موجهة من مدرسين ضد الطلبة، عنف موجهة من مديرين ضد مدرسين، عنف موجهة من أولياء الأمور ضد مدرسين، عنف موجهة من الطلبة ضد آخرين، عنف موجهة من المديرين ضد المدرسين، عنف موجهة من مدرس ضد مدرس، عنف موجهة من أولياء الأمور ضد أبنائهم، القسم السابع إنتشار الأوبئة والأمراض فى المدارس(الملتحمة الفيروسية – الغدة النكافية – إنفلونزا الطيور)، القسم الثامن مخالفات تقع تحت طائلة غياب دور وزارة التربية والتعليم، القسم التاسع فوضي منتشرة في المدارس المصرية تهدد تلاميذ المدارس بشكل مستمر ودون جدوى، القسم العاشر إيجابيات غير كافية من وزارة التربية والتعليم وغيرها لتحسين العملية التعليمية، وأخيراً القسم الحادي عشر توصيات المركز المصري لحقوق الإنسان للحد من ظاهرة العنف ضد طلاب المدارس المصرية. توصيات المركز المصرى لحقوق الانسان لابد من تضافر جهود كل المؤسسات من المجتمع المدني أو مؤسسة الدولة وغيرها لإيقاف العنف في المدارس وتطبيق القانون على جميع المصريين والمساومة بينهم مما يعلى من إستخدام القانون وليس إستخدام القوة والعنف للحصول على الحقوق عن طريق التالي :-
1- توعية التلاميذ، وإرشادهم، وتبصيرهم، والعمل على بث الروح الدينية السليمة في نفوسهم، ونشر القيم، والمثل العليا، والأخلاق الكريمة والسلوك القويم.
2- إذكاء عاطفة حب الوطن، والانتماء إليه، والولاء له، والعمل دائماً لرفعته وتقدمه، بدلاً من الولاء للشارع، وعمود النور والكرة والأغاني.
3- تحصين التلاميذ ضد تيارات الفسق والإلحاد الوافدة من الخارج، والغريبة على مجتمعنا، والبعيدة عن قيمنا، ومعتقداتنا وعاداتنا الشرقية الأصيلة.
4- غرس ألوان من السلوكيات والعادات الحميدة، والقيم الأصلية التي صارت غريبة كالأمانة والإخلاص والإتقان في العمل والصدق، واحترام الكبير والعطف على الصغير، والتعاون وحب الجماعة وإنكار الذات. 5- تأصيل عادة حب القراءة والبحث والاطلاع، والإلمام بالأخبار والأحداث الجارية وموضوعات الساعة. 6- اكتشاف المواهب والقدرات الكامنة، وتشجيعها والعمل على تنميتها؛ حيث تكون هناك الفرصة سانحة، والإمكانات متاحة لتنمية هذه الموهبة. توصل المركز المصري لحقوق الإنسان لمجموعة من التوصيات تشمل ثلاثي مشكلة العنف في المدارس وهم كالتالي ( الأسرة ، المدرسة ، الأعلام ) وتلك التوصيات كالاتي :- أولاً : بالنسبة للأسرة :- فالواقع أن تربية الأبناء ليس بالأمر السهل، بل هي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأسرة؛ حيث يتطلب الأمر الكثير من الجهد والتخطيط، فإذا ابتغى الآباء تربية أبناء صالحين ينبغي لهم تحديد أهداف تربوية معينة، ومعرفة الوسائل والطرق اللازمة للحصول على تلك الأهداف. وهناك جوانب أساسية في التربية ينبغي للأسرة مراعاتها، وأهمها: 1) تنمية شخصية الطفل، واكتشاف القدرات الذاتية. 2) تنمية العواطف والمشاعر. 3) تنظيم وقت الابن واستغلال ساعات الفراغ. 4) مراعاة توفير الحاجات النفسية. 5) مساعدة الابن في اختيار الأصدقاء. 6) التواصل المستمر بين البيت والمدرسة. ثانياً : بالنسبة للمدرسة :- المدرسة هي المؤسسة التربوية الثانية المنوط بها تربية الأبناء بشكل سوي، وإعداد الفرد للحياة الخارجية، ولذلك توجد بعض التوصيات التي تساعد المدرسة في تنشئة الأبناء بطريقة تجنبهم فيها العنف في معاملتهم مع الآخرين سواء داخل المدرسة أو خارجها، ومن هذه التوصيات: 1) المناهج المدرسية والتربية الدينية: ضرورة ربط المناهج الدراسية وبخاصة مناهج التربية الدينية بالمجتمع، وجعلها قائمة على الاتصال الوثيق بين العقيدة والعمل. 2) المعلمون: مما لا شك فيه أن هناك فشلاً في شخصية المدرس لتقديم نموذج يتقمصه الطالب على عكس ما كان في الماضي، أما في وقتنا الحالي فإن المعلم يتعرض لإنهاك نفسي شديد يجعله غير راضٍ عن نفسه، فلا بد من إعداد المعلم المختص في النواحي التربوية إلى جانب النواحي العلمية. 3) المرافق التعليمية: من أهم عناصرالمنظومة التربوية؛ حيث تفتقر المدرسة في مجتمعنا إلى المرافق التي تستوعب العدد الكبير من التلاميذ من أبنية وملاعب ودورات للمياه، في حين أن هناك بعض المدارس الخاصة بها حمامات للسباحة وصالات للألعاب الرياضية. 4) الاختصاصيون الاجتماعيون: يؤدي الاختصاصي الاجتماعي دوراً مهماً في تقوية العلاقة بين الطالب والمدرسة؛ ولذا يجب على إدارات المدارس أن تكون على وعي بدور الاختصاصي الاجتماعي. 5) الأنشطة المدرسية: يجب أن تعمل المدرسة على جذب التلاميذ إليها، وذلك من خلال ممارسة الأنشطة المدرسية، التي تعمل على تنمية مهارات وقدرات التلاميذ الفنية والثقافية والرياضية إشباعاً لرغباتهم. 6) تحقيق التواصل بين البيت والمدرسة: من خلال عقد اجتماعات دورية بصورة منتظمة لأولياء الأمور للوقوف على المشكلات التي تتعرض لها إدارة المدرسة والمشكلات التي يتعرض لها التلاميذ. 7) تحقيق التواصل بين المدرسة والبيئة: عن طريق خروج المدرسة إلى البيئة المحيطة لمواجهة بعض مشكلات البيئة المحيطة بالمدرسة وعمل التلاميذ على حل هذه المشكلات.
ثالثاُ : بالنسبة للإعلام :- من أكثر المداخل تأثيراً في الأبناء الإعلام، حيث إنه ينفرد بميزة مهمة، ألا وهي عدم وجود وسيط بينها وبين المتلقي، ومن التوصيات التي تحقق الهدف الإيجابي للإعلام: 1) الإعلام المرئي: نرجع ثانية إلى أهمية التنشئة الأسرية، ومراقبة الآباء لما يشاهده الأبناء، مع تقليل فترات مشاهدة التلفزيون. 2) الإعلام والمعلم: لا شك أن المعلم يعاني الظهور الدائم بصورة سلبية في وسائل الإعلام عامة وفي التلفزيون خاصة، ولا ننكر تدني مستوى بعض المعلمين، ولكن لا يزال الكثير من المعلمين يعملون بشرف ولا يستحقون هذه النظرة المتدنية من المجتمع. 3) الإعلام والمدرسة: تحولت المدرسة في الكثير من المسلسلات والأفلام والأغاني إلى مراقص وملاهٍ يتقابل فيها الفاشلون من الطلاب دون أن نجد من يدافع عن المعلمين أو عن المدرسة؛ ما يلصق بأذهان الأبناء هذه الصورة السلبية عن المدرسة. 4) تفعيل الدور الإيجابي للإعلام من خلال: مراقبة الصحافة والمطبوعات الخاصة بالتلاميذ، والرقابة على الإعلام من خلال ما يقدمه عن المعلم. 5) الأقمار الصناعية: لا بد من وجود إعلام مضاد يوضح للأمة ما فيها من غفلة وضياع إذا استمرت في الاتجاه نفسه الذي رسمه لها العدو الغربي.
رابعاً : توصيات أخري :- § تبنى مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وكافة الجهات المعنية سلطة محاسبة المسئولين عن حدوث تلك الانتهاكات ضد الطلبة في المدارس المصرية. § أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتحسين أوضاع مسئولي الإدارات التعليمية والصيانة في المدارس حتى يكون لديهم شعور بقيمة عملهم فى حماية التلاميذ من عواقب الإهمال والتي أودت بحياة البعض خلال الفترة الماضية إلى الوفاة. § توفير دوريات للشرطة أمام مدارس الطالبات وقت دخلوهن ووقت خروجهن لحمايتهن من التحرش أو الاعتداء عليهم سواء من المدرسين أو الطلاب أو البلطجية وتواجدها بكثافة فى مناطق مدارس الطلاب بصفة خاصة. فلقد أصبحت الحالة محلة لتغليظ عقوبة التحرش من أجل منها تماما، بعد أن رصد التقرير وغيره من التقارير السابقة انتشار هذه التجاوزات الأخلاقية والتي تهدد العملية التعليمية في أهم أركانها. § ضرورة معالجة العنف لدى المدرسين وأولياء الأمور من خلال الأطباء النفسيين المتخصيين من خلال اجتماعات مجالس الآباء الدورية، وعلى الوزارة أن تتعاقد مع هؤلاء كما هو الحال مع الأخصائيين النفسيين للطلبة.