حذر الاختصاصي النفسي أسعد النمر من انتشار لعبة «سجائر» في المحلات التجارية والتي تساعد على تشجيع الطفل على التدخين، مطالبا أولياء الأمور بمراقبة الأطفال أثناء شراء الألعاب، مشددا على خطورة بعضها وتأثيرها على الطفل سيكولوجيا وتربويا وجسديا واجتماعيا. وذكر النمر أن الحصول على مثل هذه الألعاب الضارة يعود إلى عدد من الأسباب من أهمها فقر وعي الوالدين لاستراتيجية تربوية واضحة تجاه أطفالهما، مشيرا إلى أن بعض أولياء الأمور لا يجدون الإطار المعرفي التربوي أو السيكولوجي الملائم ليكون مرجعا لهم لتحديد لعبة ما ووسائل ممارستها. ورأى أن تعدد الألعاب تجاريا يصعب اختيار اللعبة المناسبة لعمر الطفل أو لنمط شخصيته حتى ولطريقة تفكيره وأسلوبه في التعبير عن نفسه، محملا وسائل الإعلام مسؤولية تسويق و ترويج ألعاب قد لا تكون مفيدة لإنماء شخصية الطفل بالطريقة التي يرتئيها الوالدان لطفلهما أو أطفالهما. وأوضح أن الأضرار التي تحملها الألعاب متنوعة فبعض الألعاب قد تكون ضارة صحيا بسبب بعض المواد الضارة التي تدخل في تركيب اللعبة نفسها، مضيفا وقد تكون لعبة ما مطلية بمواد سامة يمكن أن تلفظ فتتلوث أيادي الأطفال أو قد تكون بعض أجزاء لعبة ما صغير لدرجة أن تتسبب في خنق طفل صغير إذا أدخلوها بأفواههم. وتابع: هناك بعض الألعاب الضارة من الناحية السيكولوجية والاجتماعية. فهناك ألعاب تتطلب ممارستها تعبيرات عدوانية «كألعاب متعلقة باستخدام الأسلحة النارية أو الحادة أو ألعاب تنطوي على 90% من أدائها على تعبيرات عضلية خلال ممارستها». وأوضح أن مثل هذه الألعاب تحرر الطاقة العدوانية الكامنة لدى الطفل؛ فيعبر عنها في أفعال قد لا تبدو في بادئ الأمر موجهه نحو أحد ما حقيقي، ولكنها قد تكون موجهة نحو كائن افتراضي أو شخص افتراضي موجود باللعبة نفسها. وأشار إلى أن هذا النمط من التعبيرات العدوانية يتم اكتسابها مع مرور الوقت وتعزيزها كأنماط سلوكية لتصبح بعد ذلك جزءا من عادات الطفل السلوكية يتم التعبير عنها في مواقف حقيقية تشبه المواقف الافتراضية في اللعبة. وأكد النمر على أن اللعب نشاط ضروري لنمو شخصية الطفل إيجابيا، طالبا من الآباء والأمهات معرفة إدراك أدوات اللعب، منوها إلى وجود ألعاب لتنمية الذكاء بشتى أنواعه «الذكاءات المتعددة»، والمهارات الاجتماعية، الإنضاج الانفعالي، ولا سيما إذا مارسها مع أطفال آخرين، داعيا الأهالي إلى توفيرها للطفل.