عاشت الروائية والكاتبة مها عبود باعشن شعورا غريبا حين دخلت مؤخرا بيت باعشن في المنطقة التاريخية في جدة، ممزوجا بين الحزن والاشتياق والحنين، بعد أن رأت في زواياه صور أجدادها التي لم ترها منذ أن كان عمرها ثماني سنوات. وقالت باعشن: «عشت شعورا غريبا وأنا أتجول في أروقة منزل باعشن في منطقة البلد وسط جدة، شعرت بالحنين لأجدادي الطيبين، الذين كانوا يعدون من وجهاء جدة، ولم أملك إلا أن أترحم عليهم وأدعو الله أن يغفر لهم»، مشيرة إلى أنها عاشت طفولة جميلة في كنف والديها اللذين دللاها. وعادت باعشن بذاكرتها إلى الوراء، وتحديدا في مرحلة الطفولة حين اصطحبها والداها وهي في الثامنة من عمرها إلى لندن، مبينة أنها كانت تجول معهما في شارع أكسفورد، وفجأة فقدتهما ولم تجد أمام هذا الموقف الصعب سوى البكاء وبصوت مرتفع. وأضافت: «لكن الموقف لم يستمر طويلا، إذ سرعان ما اهتديا إلى مكاني بسبب صوتي المرتفع، وحينها عشت أجمل اللحظات وأنا أتجول معهما في عاصمة الضباب»، ملمحة إلى أنها كانت طفلة مدللة من والديها وجدتها لأمها التي كانت تناديها ب«لولوة عقلي». وبينت أنها كانت كثيرة البكاء في طفولتها ومن أبسط الأشياء، فمثلا لو أحدهم قال لها إن فستانها جميل ولمسه، فإنها تنخرط في نوبة بكاء لا تتوقف بسهولة. وذكرت أن من الموقف المؤلمة التي عشاتها في حياتها وفاة جدتها، مبينة أنها تأثرت كثيرا لرحيلها، خصوصا أنها كانت تحظى منها بالدلال، ملمحة إلى أنها تابعت عملية غسلها وتكفينها، وعانت كثيرا من فرقها. وأشارت إلى أنها تربت في بداية حياتها مع ثلاثة من الأشقاء فتطبعت بكثير من طباعهم، وأصبحت تحاكيهم، وحين بلغت الرابعة من عمرها جاءت أختها الصغرى، فتحولت للعب معها. وتابعت: «ولا أنسى المفاجأة التي عملها لي أبي عند حصولي على (جائزة الإنسان العربي)، وكنت أول روائية سعودية وعربية تحصل على هذه الجائزة عن روايتي (الحب فوق سطح مرمرة)، فهو دعا الأهل والأقارب في قاعة كبرى احتفالا بحصولي على الجائزة، وهذا من المفاجآت السعيدة بالنسبة لي ولن أنساها».