دورة الخليج العربي كانت حلما راود أحد أبناء المملكة العربية السعودية، وبجهود أبناء الخليج جميعا رأت هذه الدورة النور، وظهرت إلى حيز الوجود، وأصبحت واقعا ملموسا يعيش أحداثه أبناء هذه المنطقة. فقد بدأت الفكرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وقد تبنى الاتحاد البحريني لكرة القدم الفكرة، وعقد اجتماعا تم فيه دراستها من جميع الجوانب، وتم إرسال مذكرات إلى المملكة العربية السعودية والكويتوقطر وما هي إلا مدة وجيزة وتم اعتمادها. هكذا جاءت كأس الخليج بشكل بسيط ومبسط، ولم يكن أحد يتوقع أن تتحول إلى محفل رياضي تصل عائداته إلى ملايين الدولارات على مدار 45 سنة وفي 21 دورة، تتسابق عليه القنوات الفضائية وشركات الدعاية والإعلان وغيرها من الشركات القطاع الخاص للاستثمار في هذا المحفل الرياضي والصرح الكبير. كأس الخليج التي باتت نقطة تحول في مسيرة المنتخبات في المنطقة الخليجية، حيث قادت في نهاية الأمر ثلاثة منتخبات خليجية لتحقيق خمس بطولات قارية، وتأهل أربعة منتخبات إلى مونديالات كأس العالم، بالتالي أصبحت كأس الخليج حجر الزاوية لتطور كرة القدم في الخليج، بحيث لا يمكن تجاوزها دون أن نمنحها حقها الإعلامي والجماهيري.. ولكن خلال تلك المسيرة كانت هناك أرقام وحقائق يسعدنا استعراضها في السطور التالية. الكويتوقطر الأكثر مشاركة أقيمت الدورة الأولى في عام 1970 في البحرين بين 27 مارس و3 أبريل، وشارك فيها أربعة منتخبات هي: الكويت، والبحرين، والسعودية، وقطر. في البطولة التي تلتها عام 1972 دخل منتخب الإمارات البطولة. وفي الدورة الثالثة دخل المنتخب العماني، ثم دخل منتخب العراق البطولة الرابعة ليكتمل عدد المنتخبات الخليجية العربية المشاركة في كأس الخليج العربي. وانضم المنتخب اليمني للبطولة في 2003 بالرغم من أن اليمن ليست من دول الخليج العربي، وفي بطولة 2004 عاد منتخب العراق للبطولة، ليصبح عدد المنتخبات المشاركة 8 منتخبات، وجرى تغيير في نظام البطولة، حيث أصبحت تلعب بنظام مجموعتين وبخروج مغلوب، ليصبح منتخبا قطروالكويت الأكثر مشاركة، حيث لم يتغيبا عن أي بطولة خليجية منذ انطلاقاتها بواقع 21 مشاركة، بعد ذلك يأتي منتخبا السعودية والإمارات اللذان شاركا في 20 بطولة، فالمنتخب السعودي انسحب في بطولة 1990 المقامة في الكويت، وسبب انسحاب السعودية أنهم اعتبروا أن الأحصنة في شعار البطولة إشارة إلى حيوانين استخدمهما الكويتيون في معركة الجهراء في 1919، بينما لم يشارك منتخبا الإمارات في البطولة الأولى التي أقيمت في البحرين، وكذلك منتخب البحرين الذي انسحب من البطولة الثانية بالسعودية فقط، والمنتخب العماني الذي شارك في 19 بطولة بدء من البطولة الثالثة بالكويت، بينما يعد المنتخب العراقي أقل المنتخبات الخليجية مشاركة، حيث شارك في 11 بطولة، وانسحب من البطولة في بطولتين أثناء البطولة السادسة بسبب الحرب العراقية الإيرانية في عام 1982، والثانية في البطولة العاشرة بالكويت، مبررين انسحابهم بالتحكيم المتحيز ضدهم في مباراتهم أمام الإمارات التي تعادلوا فيها عام 1990. وقد منع منتخب العراق من اللعب في البطولة ست مرات، بدء من البطولة الحادية عشر عام 1992 حتى البطولة السابعة عشر بقطر عام 2006 بسبب حرب الخليج الثانية. حكاية الكؤوس كانت أول كأس للبطولة صممت في المنامة، وصنعت في لبنان من الفضة، وهي عبارة عن غصنين من الزيتون على الجانبين، وشكل سداسي الأضلاع. في بطولة 1976 قدمت قطر تصميما آخر للكأس، وصنع من الذهب الخالص. الكأس الثالثة قدمته السعودية في بطولة 1988، وهي على شكل جذع شجرة وبأعلاها خريطة دول الخليج العربية، وتم صناعتها في فرنسا، وقد تم سرقة هذا الكأس من الكويت أثناء الغزو والعديد من الكؤوس الأخرى المحلية والخارجية. وقدمت قطر الكأس الرابعة خلال البطولة الحادية عشرة عام 1992. وصممها الفنان القطري سليمان المالك على شكل مبخر يحملها صقران على الجانبين، ونقشت عليها أعلام دول مجلس التعاون الخليجي، وتم تصنيعها في إيطاليا. وقدمت المملكة العربية السعودية الكأس للمرة الثانية خلال البطولة التي أقيمت في الرياض عام 2002، وتم تصميم الكأس بشكل مبخر يحمل أعلاه كرة قدم، وخطوطا ملونة بألوان المنتخبات الخليجية على جوانب الكأس، أما عن الكأس السادسة فقد قدمتها قطر، وبذلك تكون قطر أكثر من قدمت التصاميم لكأس الخليج. وتصميم هذه الكأس جاء على شكل مبخر يحمل في أعلاه لؤلؤة بها شرخ يلتئم، وتلتف حولها الغترة والشماغ الخليجي من الأسفل إلى الأعلى، دلالة على تلاحم أبناء الخليج رغم الظروف السياسية في المنطقة. وصنعت الكأس في مصنع بيرتوني الشهير في إيطاليا، وهو ذات المصنع الذي صنع فيه كأس العالم الحالي لكرة القدم. والكأس من الذهب الخلص بارتفاع 47 سم، وفاز بالبطولة منتخب قطر ليكسر الاحتكار العراقي-الكويتي للبطولة الذي ظل 22 عاما. كان من المفترض إقامة بطولة 2013 في العراق، لكن بسبب الأحداث السياسية فيها، أقيمت البطولة في البحرين، وقرر قيام البطولة التي بعدها المفترض إقامتها في البحرين، في العراق عوضا عن هذه البطولة إلا أن اللجنة العليا لدورات كأس الخليج رأت أن الأوضاع الأمنية لاتزال تقف عائقا أمام تنظيم البطولة على أراضي العراق (بلد الرافدين)، ليتم تحويلها إلى المملكة العربية السعودية وتحديدا بالرياض. الكويت الأكثر فوزا يعتبر المنتخب الكويتي الحائز على لقب كأس الخليج عشر مرات المنتخب الأكثر فوزا خلال مشوار كأس الخليج، حيث حقق 53 انتصارا من 21 مشاركة، ويأتي المنتخب السعودي ثانيا ب 48 انتصارا من أصل 20 مشاركة، والإمارات ثالثا 37 انتصارا من 20 مشاركة، وقطر ب 35 انتصارا من 21 مشاركة، فالبحرين ب 29 انتصارا من 20 مشاركة، والعراق ب 26 انتصارا من 11 مشاركة، فعمان 20 انتصارا من 19 مشاركة، بينما لم يحقق المنتخب اليمني أي انتصار حتى الآن بعد 6 مشاركات. (قطر الأكثر تعادلا وعمان الأكثر خسارة) سجل المنتخب القطري خلال مشاركاته في دورات كأس الخليج أعلى معدل تعادلات، حيث تعادل في 25 مباراة، وحل منتخبا الإماراتوالبحرين ثانيا ب 24 مباراة، وجاء المنتخب السعودي في المركز الثالث ب 22 مباراة، بعد ذلك المنتخب الكويتي ب 19 مباراة، ثم عمان 16 مباراة، ثم العراق ب 13 مباراة، فاليمن ب 3 تعادلات. فيما سجل المنتخب العماني الأكثر خسارة من بين دول مجلس التعاون خلال مشاركته 19 الماضية، حيث خسر في 56 مباراة، ثم البحرين ب 40 خسارة، فقطر 37 مباراة، والإمارات ب 34 مباراة، فالكويت ب 28 مباراة، والسعودية 26 مباراة، فاليمن ب 18 من أصل 6 مشاركات، والعراق ب 9 مباريات في 11 مشاركة.. هجوم الكويت الأقوى يعد هجوم المنتخب الكويتي الأكثر تهديفا في دورات كأس الخليج 21 الماضية منذ انطلاقتها، حيث استطاع أن يسجل 177 هدفا، ثم هجوم المنتخب السعودي المركز الثاني ب 148 هدفا، فقطر ثالثا 116 هدفا، والعراق رابعا 110، والإماراتوالبحرين ب 102، وعمان 84 واليمن 12 هدفا. بينما يعد دفاع المنتخب العماني الأضعف من بين المنتخبات الخليجية، حيث استقبلت شباكة 187 هدفا، ومن ثم المنتخب القطري ب 127 هدفا، فالإماراتي 122 هدفا، والبحرين 114 هدفا، فالسعودية 94 هدفا، والكويت 90 هدفا، فاليمن 53 هدفا والعراق 50 هدفا. على الحبسي أفضل حارس حصل الحارس العماني العالمي على الحبسي على أفضل حارس في دورات الخليج، بعدما حصل على جائزة أفضل حارس أربع مرات في دورات متتالية (16-17-18-19)، بينما حصل ثلاثة حراس على أفضل حارس مرتين هم (أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي الحالي في الدورتين الأولى والثانية، بينما حصل حمود سلطان في دورة (4 و10)، ومحمد الدعيع في دورتين (14-15)، بينما حصل 11 حارسا على اللقب مرة واحدة هم أحمد طرابلسي من الكويت، ويوسف عبيد من عمان، ويونس أحمد، وأحمد خليل من قطر، ونواف الخالدي من الكويت، ومحسن مصبح وسعيد صلبوخ من الإمارات، ورعد حمودي وفتاح نصيف ونور صبري من العراق، ومحمد صالح من البحرين.. من أسرار كأس الخليج لم يستطع المنتخب اليمني تسجيل أي هدف في مرمى المنتخب السعودي في 6 مشاركات ماضية. لم يتعادل المنتخبان القطريوالعماني في أي مباراة في كأس الخليج، برغم أنهما التقيا في 17 مباراة كسب قطر 14 وخسر 3 مباريات. تساوى منتخبا الإماراتوقطر في كل شيء، حيث التقيا في 18 مباراة، كسب المنتخب القطري 6 مباريات، وكسب الإماراتي 6، وتعادلا في 6 مباريات، وسجل منتخب الإماراتي 17 هدفا وسجل قطر 7 هدف. لم يتعادل المنتخبان السعودي والعراقي في 7 مباريات، التقيا فيها في دورات كأس الخليج، فقد كسب العراق 5 مباريات بينما كسب المنتخب السعودي في 2. يعد المهاجم الكويتي التاريخي جاسم يعقوب هو هداف دورات كأس الخليج التاريخي، حيث استطاع أن يسجل 18 هدفا في ثلاث دورات شارك بها، ويأتي نجم الكرة السعودية ماجد عبدالله ونجم الكرة العراقية حسين سعيد ثانيا بواقع 17 هدفا. يعد المهاجم العراقي حسين سعيد أكثر لاعب استطاع أن يسجل أهدافا في دورة واحدة بواقع 10 أهداف، وكان ذلك في الدورة الخامسة بالعراق. لم يستطع المنتخب السعودي أن يحقق فوزا على المنتخب الكويتي على مدار 10 دورات متتالية منذ انطلاقتها، وكان أول فوز سعودي على الكويت في الدورة ال (11) التي أقيمت عام 1992 في الدوحة 2/1 سجل للمنتخب السعودي فهد المهلل وخالد مسعد. أقيمت دورات كأس الخليج بنظام الدوري في 15 دورة، بينما أقيمت الدورة بنظام المجموعات في 6 دورات. أربعة لاعبين استطاعوا أن يجمعوا لقبي أفضل لاعب والهداف وهم حسين سعيد في الدورة الخامسة ومبارك مصطفى في الدورة الحادية عشر وإسماعيل مطر في الدورة الثامنة عشر وطلال يوسف من البحرين الذي حصل على لقب الهداف في السادسة عشر وأفضل لاعب في السابعة عشر.