سيطرت الفوضى والعشوائية على حي الفهد الشمالي بنجران، لتتراكم النفايات في الشوارع لمدة طويلة، ويزيد مقاولو المشاريع «الطين بلة» برمي المخلفات والدمارات في الساحات، ليعتبر الأهالي حيهم بمثابة «مقلب للدمارات والمخلفات». ورغم الموقع المميز للحي وسط نجران، وكثافته السكانية العالية، ومبانيه ذات الطراز العمراني الجميل، إلا أن كل هذا لم يشفع للحي أن يكون ضمن ركب الأحياء المتطورة، رغم حداثته، ويعتقد الأهالي أن حيهم بات من الأحياء المنسية في ظل عدم وجود حاويات للنفايات، فضلا عن الخطر الذي يهدد حياة أطفالهم جراء غياب الأمن والسلامة في أعمدة وأسلاك الكهرباء وسيطرة الحفريات على الشوارع، وعدم وجود مسطحات خضراء تحتضن أسرهم، رغم وجود المساحات الشاسعة في الحي، مطالبين بتحرك الجهات الخدمية، لتوفير الخدمات ومساواتهم با الأحياء المجاورة. وانتقد منصور أحمد المكرمي وضع الحي رغم حداثته وموقعه الاستراتيجي، وقال: لم يشفع للحي موقعه الاستراتيجي، وقربه من معظم الدوائر الحكومية، حيث أصبح كابوسا لكل من يقطنه، ونعاني من تراكم النفايات لفترات طويلة أمام منازلنا، والتي تسببت لنا بالعديد من المشاكل الصحية، أضطر إلى استئجار عمالة وافدة لنقل هذه النفايات من أمام باب منزلي، بسبب غياب عمال النظافة، وعدم وجود حاويات نفايات صالحة للاستخدام، ما أدى إلى انتشار القمامة والقاذورات، بالشوارع وأمام كل بيت بشكل فوضوي، وأصبحت الحاويات مسكنا للحشرات، مطالبا بإيجاد حل عاجل من قبل أمانة المنطقة واتخاذ الإجراءات لإزالة هذه النفايات كي لاتنتشر الأمراض والأوبئة. وتذمر غيثان العمري، من وضع الحي والمشاريع المتعثرة التي أصبحت تسيطر عليه، وقال «للأسف أصبح الأهالي يطلقون علي الحي اسم حي بقايا المشاريع المتعثرة، ومع إشراقة كل صباح نصحو على أصوات ومعدات هذه المشاريع، التي تسببت لنا ولمركباتنا بالعديد من الأضرار، بسبب سوء التنفيذ وعدم المتابعة الجادة من قبل الجهات المسؤولة، وما زاد الوضع تأزما هو تعمد مقاولي هذه المشاريع، برمي المخلفات بوسط الحي، وعدم إزالتها بعد الانتهاء من أعمالهم، مشيرا إلى أن حيهم يشهد أكبر مشاريع متعثرة يمتد العمل بها إلى أكثر من خمس سنوات، مطالبا بمحاسبة هؤلاء المقاولين وإصلاح ما أفسدوه من أضرار في الطرقات والشوارع. وناشد محمد آل مخلص، شركة الكهرباء بضرورة متابعة الطبالين والأعمدة والأسلاك الكهربائية المكشوفة في الحي، وقال «أضطر إلى منع أبنائي الصغار من الذهاب إلى البقالة القريبة من منزلي لشراء المستلزمات الغذائية بسبب أن أغلب الطبالين في الحي مكشوفة وباتت تهدد حياتهم بالخطر خاصة في أوقات الأمطار»، مطالبا من شركة الكهرباء بتغطية هذه الطبالين، وإيجاد حل مناسب للأسلاك المكشوفة. وطالب سعيد الوادعي، بمساواة الحي بالأحياء المجاورة، وقال «الحي ينقصه الكثير من الخدمات من تشجير للطرقات وإنارتها، فضلا عن عدم وجود أماكن ترفيه ومسطحات خضراء في الحي تحتضن الأطفال والعائلات، مما دفع ببعض الشباب للعب في شوارع الحي، وتسببت لهم بالعديد من الأضرار الصحية ومعرضين حياتهم للخطر»، مطالبا من أمانة المنطقة بتوفير تلك الإحتياجات لأهالي الحي.