أقر رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات، بهشاشة معظم الأحزاب المصرية، قال في حوار ل «عكاظ»، إن وجودها لا يتجاوز جدران مقراتها، مضيفا أن التحالفات الانتخابية حتمية حتى وإن عاد الإخوان إلى الجحور. وتوقع السادات أن يخلو البرلمان الجديد من حزب الأغلبية، الذي يرى أن رئيس مصر لا يحتاجه، واعتبر أن المصريين لا يملكون رفاهية التشاؤم وليس أمامهم من سبيل سوى استكمال خارطة المستقبل، وأكد أن فرص تسلل الإخوان ودخول «اسلاميين» البرلمان لم تعد موجودة وإن وجدت فلن تكون مؤثرة. بداية كيف ترى المشهد الحزبي ونحن على أبواب انتخابات البرلمان ؟ معظم الأحزاب الموجودة على الساحة، أكثر من 90 حزبا، ضعيفة وبلا قواعد، لكن الأحزاب ولأسباب كثيرة تحتاج إلى وقت وإلى الاندماج لتكون خمسة أحزاب فقط، إذ أن عمر معظمها قصير، كما أن الأحزاب المتواجدة من قبل الثورة ضحية الأنظمة السابقة ولا يتجاوز وجودها حدود مقراتها، ومع وجود علامات استفهام كثيرة إلا أنه لا بديل أمامنا سوى أن نكمل بناء مؤسساتنا حسب خارطة المستقبل والدستور. وما هي التحالفات التي ترى أنها قادرة على البقاء ؟ في نهاية المطاف لن يبقى سوى أربعة تحالفات تتنافس على مقاعد القوائم، أما المقاعد الفردية فسوف يحسمها جهد المرشحين الشخصي ومدى تواصلهم مع الناخبين، إذ أنه في ظل قانون الانتخابات وتوزيع القوائم وتقسيم الدوائر الانتخابية لن يكون بمقدور أي حزب خوض الانتخابات بمفرده، التحالفات أمر حتمي لتمكين الأحزاب من الحصول على مقاعد في البرلمان. إلى أين وصلت مشاورات اندماج تحالفكم التيار المدني معكم ؟ تحالف الوفد الجديد طرح وثيقته التي تترجم أفكارنا ورؤيتنا، فإن قبلوا بها فأهلا بهم لكن أرى أن هناك فجوة بيننا في الأفكار والرؤى، وأعتقد أنه ستكون هناك فرصة لبعض الشخصيات في التيار المدني الديمقراطي وليس لأحزابهم. ثمة من يتساءل.. لماذا التحالفات وضد من، ولماذا لا تكون الانتخابات كاشفة للأحزاب وحجمها في الشارع ؟ نتحالف لكي نقوي بعضنا، فلن يحصل أي حزب على الأغلبية ولن يستطيع أي حزب أن يغطي القوائم نظرا لاتساعها جغرافيا. ألا تخشى تسلل الإخوان إلى البرلمان تحت لافتة المستقلين أو الأحزاب الدينية ؟ على الإطلاق، الإخوان وتيار الإسلام السياسي خسر كثيرا، إلا بعض الرموز غير المعروفة لكن فرصة هؤلاء محدودة جدا، الإخوان فقدوا أي قدرة على التنظيم أو الحشد، فهم إما هاربون أو في السجون والنتيجة هي فرصة تواجدهم في البرلمان لم تعد قائمة. هل تعتقد أن الأحزاب الإسلامية القائمة حاليا قادرة على تشكيل تحالف يكون له نصيب من كعكة البرلمان ؟ هناك مساع جادة وجهد يبذل من جانبهم الآن لإعداد قائمة، إلا أنني أرى أنه لا فرصة لديهم في القوائم، ربما يستطيعون الحصول على عدد قليل من المقاعد الفردية، لأن تجربة الإخوان جعلت كل المصريين يتخوفون من أن يأتوا تحت أي مسمى. لكن رئيس حزب النور يقول إنه أكبر حزب في مصر ؟ حزب النور كانت له مواقف جيدة وايجابية، وأظهر قدرا كبيرا من المواءمة السياسية، لكنه سيعاني كثيرا في الانتخابات القادمة. في ظل المعطيات على أرض الواقع، كيف تتصور مكونات البرلمان الجديد ؟ أعتقد أن 25 % من مقاعده ستذهب للمستقلين، وما بين 10 15 % ستذهب للتيار الإسلامي، و 30 % لأحد التحالفات، و 30 % ستوزع بين الأحزاب. هل هناك تحالف قادر على حصد ثلث مقاعد البرلمان ؟ تحالف الوفد المصري، تحالف الجبهة الوطنية، تحالف المستقلين سواء أعد قائمته الدكتور كمال الجنزوري أو آخرون. وهل تعتقد أن برلمانا بمثل هذه المكونات سيكون قادرا على إنجاز مهامه ؟ لست قلقا ولا منزعجا ولا نملك رفاهية التشاؤم أوالإحباط، وعلى المصريين أن يحسنوا اختيار نوابهم.. هذا هو المحك. هل عدم وجود حزب أو تحالف له أغلبية يعطل عمل البرلمان ؟ بمجرد إجراء الانتخابات ستحدث تحالفات وتكتلات، ولا أعتقد أن أيا من التكتلات سيكون معوقا للرئيس والسلطة التنفيذية، لأن نجاح مهمتهم سيحقق مصلحة الشعب. من تتوقع رئيسا للبرلمان الجديد ؟ سوف تحدده الكتلة التي ستكون لها الأغلبية، ثمة من أبدى رغبة في عمرو موسى والمستشار أحمد الزند والمستشارة تهاني الجبالي، فيما آخرون ألمحوا إلى أن الدكتور كمال الجنزوري يمكن أن يقبل هذا المنصب، لكن من الصعب الآن تحديد من سيكون رئيسا للبرلمان. ولمن تتحمس ؟ للدكتور الجنزوري لخبرته، إذ انه سيقود برلمانا يتسم بالتعدد والتنوع، ونفس المعايير تنطبق على عمرو موسى، وكنت أتمنى المستشار عدلي منصور.