لم يكن طفح المجاري الذي يظهر بين يوم وآخر المعاناة الوحيدة التي تفضح الكثير من أوجه الخلل في مستشفى صبيا العام، إلا أنها باتت القشة التي يمكنها أن تجعل الخلل يطفو على سطح المعاناة، إذ أن مياه الصرف الصحي تسربت إلى الداخل واجتاحت غرف التنويم وصولا إلى الطوارئ، ما أثار خوف المنومين والمراجعين مما يحدث، وقد ظهر جيدا أن تمديدات الأرضية في المستشفى لم تعد مؤهلة لقبول سوء التنفيذ، ما جعلها تتسرب إلى الداخل وإلى محيط المستشفى، فيسارع العمال لتفادي أضرارها. ويشير البعض إلى أن وضع النظافة في أقسام المستشفى وتعطل التكييف لا يتحملان حتى وصل الوضع إلى تجمعات النفايات لأكثر من أسبوع دون إزالة، ما أرعب المرضى والعاملين من انتقال الأمراض بسبب تلك النفايات، داعين الشؤون الصحية إلى التدخل سريعا لتدارك الوضع، وذلك بسبب ما وصفوه بسوء أداء الشركة المشغلة للنظافة في المستشفى، فضلا عن تكدس المرضى والمراجعين عند بوابات المختبر، فيما يشتكي عدد من المرضى في قسم الطوارئ من تدني خدماته، حيث ينتظر المريض فترات طويلة حتى يحضر الطبيب، في حين أشار عدد من المرضى إلى أن سعة المستشفى قليلة بالنسبة لحجم سكان المحافظة، والشاهد على ذلك قسم النساء الولادة الذي يشهد ازدحاما كبيرا من قبل المراجعات؛ بسبب قلة الأسرة، ما يضطر بعضهن إلى وضع جنينها في الممرات لعدم وجود سرير شاغر، فضلا عن ترحيل الكثير من الحالات إلى المستشفيات المجاورة أو المراكز الخاصة. إلى ذلك، أوضح المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور مبارك عسيري أن مشكلة تسرب مياه الصرف مسؤولية الشركة التي تم التعاقد معها من سنين طويلة، وأن هذه الشركة هي السبب الرئيسي فيما حدث ويحدث من تدهور في النظافة والصيانة بسبب توقف عمالها لعدم دفع أجورهم، ما أدى لتدهور النظافة والصيانة في المستشفى.