يتعرض أفراد في المجتمع ممن تقع على عواتقهم مسؤوليات وأعباء إلى ضغوط نفسية وتوتر بدرجاته المختلفة. وبحسب أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد اعجاز براشا، فإن كل فرد معرض للضغط بدرجات مختلفة تعتمد على طبيعة مصدر القلق، فمثلا معظم الطلاب والطالبات يتعرضون في فترة الاختبارات إلى ما يعرف بالقلق الطبيعي الذي يزول بزوال المسبب أي بانتهاء الاختبارات وإعلان النتائج، وهذا القلق لا يستوجب التدخل العلاجي والدوائي، فيما يتعرض بعض الأشخاص إلى قلق مستمر متكيف في حياته ومؤثر على قدراته وإنتاجه وهذا النوع بالطبع يحتاج إلى التشخيص وتحديد نوع العلاجات عبر جلسات منتظمة. وأشار الدكتور اعجاز إلى أن هناك 10 خطوات لتجاوز الضغوط النفسية تتمثل في تحديد مصدر الضغط والتوتر النفسي، ففي الكثير من الأحيان السبب هو الجهد المفرط أو الثقيل كأن يكون لدى الفرد أعباء كثيرة لا بد من أن ينجزها في وقت ضيق، ويجب هنا تحديد الأولويات وإنجازها مع إعطاء مساحة من الوقت حتى لا يتعرض الشخص إلى نتائج سلبية، ومن المعالجات كذلك تنظيم أسلوب الحياة لتخفيف الضغط النفسي، وهذا الأمر يحتاج إلى تنظيم الوقت وإدارته بشكل جيد، ثم التكيف مع الظروف من خلال عدم تحميل الجسد فوق طاقته في إنجاز المهام، إلى جانب ضبط الخطوات من خلال إعطاء فترات راحة سواء في العمل أو خارجه مع التنفس العميق؛ لأن ذلك يساعد على عدم الشعور بالملل والرتابة، ومن النصائح أيضا الاستمتاع بيوم الإجازة مع العائلة، وكسر الروتين لتجنب الشعور بالملل والابتعاد عن الإحباط، والتواصل مع الأصدقاء والأقارب حتى لو كان ذلك هاتفيا للسؤال والاطمئنان فالتواصل يعزز صلة الرحم ويمنح النفس السعادة. وينصح الدكتور اعجاز بممارسة الرياضة خصوصا المشي، فالرياضة تحسن المزاج، وتفتت الضغط النفسي، وتحارب الاكتئاب، ومنح الجسم حقه من النوم الذي يعطي الجسم استراحة من التمرين البدني ويوفر للعقل فترة راحة من العمل الذهني، أما الحرمان من النوم فيعطل قدرتك على التغلب على الضغط النفسي، وأخيرا يجب التكيف مع الحياة المتوازنة فالتوازن هو مفتاح الصحة النفسية لذا يجب المواءمة بين العمل، والرياضة، والراحة، والتساهل، والانضباط. وخلص الدكتور اعجاز إلى القول أن الخطوات الأهم في الراحة النفسية هي اتباع كتاب الله وسنة نبيه، فالروحانية الإيمانية تجعل الإنسان سعيدا في حياته وتبعد عنه كل المصائب.