بعد أيام قليلة من افتتاح معهد الإدارة العامة بمنطقة عسير الذي بدأ أنشطته التدريبية في 18/12/1435ه، ما زال الكثيرون لا يعرفون أهمية المعهد وقيمة دوراته، والبرامج المزمع تنفيذها، ومن المستفيد الأول منها. وإذا كان المعهد أعلن أنه سينفذ ثلاثة برامج تدريبية تمثل باكورة العمل في الفرع، فإلى أي مدى يمكن أن تستوعب هذه البرامج طموحات المتدربين وأبناء المنطقة الجنوبية، وأين المرأة من هذه البرامج؟. «عكاظ» وضعت التساؤلات على طاولة مدير عام معهد الإدارة العامة بمنطقة عسير صالح الغامدي، ليجيب عليها: ما هي البرامج الإعدادية التي ينفذها المعهد حاليا وما هي أهدافها؟ - من أبرز تلك البرامج برنامج السكرتير التنفيذي، المحاسبة، المبيعات، الموارد البشرية، الحاسب الآلي، وعدد من البرامج الأخرى، وذلك بهدف تأهيل حملة الشهادة الثانوية والجامعية في المجالات التي يحتاجها سوق العمل وتتراوح مدة الدراسة فيها ما بين سنتين وسنتين ونصف. إلى أي مدى أسهمت البرامج الإعدادية التي ينفذها الفرع في تلبية احتياجات القطاع الخاص من الكفاءات الوطنية؟ - تتمحور فكرة البرامج الإعدادية في إعداد الكفاءات الوطنية من خريجي المدارس الثانوية والجامعات من خلال تزوديهم بالمهارات والقدرات اللازمة التي تؤهلهم لشغل الوظائف الشاغرة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص على حد سواء. حيث روعي في اختيار وتصميم البرامج الإعدادية المدى الفعلي لاحتياج السوق لتلك التخصصات عن طريق دراسات مستفيضة من قبل إدارة تصميم وتطوير البرامج حيث تعمد هذه الإدارة على بناء جسور بين مخرجات المعهد والقطاع الخاص، ومن هذا المنطلق فإن البرامج الإعدادية لكفاءتها ستسهم وبشكل فاعل في تلبية جميع متطلبات القطاع الخاص وخاصة في منطقة عسير. وخير دليل على ذلك الطلب المتزايد من القطاع الخاص على مخرجات المعهد. ما مدى توافق برامج المعهد الإعدادية مع احتياجات سوق العمل؟ - تتولى إدارة تصميم وتطوير البرامج مراجعة وتدقيق خطط البرامج الإعدادية للتأكد من جودتها واستيفائها للمعايير والمتطلبات الفنية التي يجب مراعاتها في عمليات تصميم وتطوير وإعداد الحقائب التدريبية. كما تقوم الإدارة بإعداد الأدلة الفنية لتلك العمليات، ويسعى المعهد إلى أن تكون برامجه ملبية للاحتياجات الفعلية لسوق العمل، كما يحرص المعهد على تقديم برامجه وفق أحدث النظم والأساليب العصرية في مجال التدريب. ويقوم من أجل ذلك خبراء ومتخصصو التدريب والتطوير في المعهد بزيارات متعددة للدول المتقدمة والرائدة في مجال التدريب والتطوير الإداري في آسيا وأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية بهدف الاطلاع على تجاربها والاستفادة من خبراتها في هذا المجال. كما تخضع البرامج الإعدادية لتقويم مستمر لمعرفة مدى حاجة سوق العمل لخريجيها، حيث يتم إيقاف أي برنامج يرى المعهد أنه حقق الاكتفاء من الأيدي العاملة الوطنية المؤهلة، كما يتم استحداث برامج جديدة وفقا لاحتياج سوق العمل ومتطلباته، كما أن الدارس في البرامج الإعدادية بمعهد الإدارة العامة لا يتلقى علوما ومعارف فقط ولكنه يتلقى علوما ومهارات، إضافة إلى أن المعهد يحرص على إكساب دارسيه مفاهيم وقيم العمل قبل تخرجهم، مما يجعلهم ينخرطون في سوق العمل مباشرة ودون الحاجة إلى تدريب أو تأهيل كغيرهم من الخريجين. هل هناك نية التوسع في القبول لاستيعاب أعداد أكبر من خريجي الثانوية العامة وما معوقات البدء بتنفيذ المزيد من البرامج الإعدادية؟ - نظرا للإقبال الكبير من خريجي الثانوية العامة على برامج المعهد الإعدادية فقد وجه مدير عام المعهد بوضع خطط يتم من خلالها التوسع التدريجي في قبول تلك الأعداد وكان من أبرز تلك الخطط إنشاء فرع للمعهد في منطقة عسير لاستيعاب تلك الأعداد، ويمثل عنصر الموارد البشرية من أعضاء هيئة التدريب المدربة والمؤهلة لتنفيذ برامج المعهد الإعدادية، بالإضافة إلى القوى البشرية المساندة والتجهيزات التي نحتاجها لتنفيذ ذلك، أحد المعوقات والذي يعمل المعهد جاهدا على تذليلها. كيف يمكن تقديم التدريب المناسب للمرأة بما يعزز مساهمة العنصر النسائي الوطني في دعم مسارات التنمية المختلفة؟ - هناك نماذج مميزة كثيرة للمرأة السعودية في مختلف قطاعات العمل الحكومي والخاص، وبالنسبة لتقديم تدريب مناسب للموظفة السعودية لتعزيز هذا الدور فالمعهد يملك تجربة وخبرة مميزة ممثلا بفرع المعهد النسوي بالرياض، وهذه التجربة والخبرة الطويلة يمكن للمعهد البناء عليها وتنميتها بزيادة حجم مساهمته في ذلك بافتتاح فروع نسائية جديدة للمعهد في مناطق المملكة المختلفة، والتدريب الإداري المميز للمرأة السعودية مطلب وحاجة رئيسية بالمنطقة؛ مما يؤكد على أهمية افتتاح فرع نسائي للمعهد بالمنطقة ونأمل أن يتحقق ذلك قريبا. إلى أي مدى تسهم البرامج التدريبية التي ينفذها الفرع حاليا والموجهة لموظفي الدولة في سد الاحتياج التدريبي للأجهزة الحكومية بالمنطقة؟ - يعمل المعهد بكل طاقته وفق إمكاناته لكي يواكب كل المستجدات الحديثة في مجال التدريب والتطوير ويعمل بشكل مكثف على تطوير برامجه التدريبية والإعدادية وأساليب التدريب لديه، ويمتاز المعهد بأن لديه أعضاء هيئة تدريب بمستوى خبراء في مجالات تخصصهم. بالتالي فإن الفرع كجزء من منظومة المعهد يحظى بالتوجيه والمتابعة من قيادة المعهد لكي يقدم للملتحقين ببرامجه التدريبية من موظفي الأجهزة الحكومية ما يناسب احتياجاتهم التدريبية، في عدد من التخصصات التي تخدم عدد من المجالات والتي تتمثل في السلوك التنظيمي والإدارة العامة والقانون والإحصاء والمحاسبة والحاسب وغيرها من التخصصات. هناك العديد من مراكز التدريب الخاصة في منطقة التي قد تتشابه برامجها التدريبية مع ما ينفذه المعهد، هل تعتقدون أن إمكانات الفرع الحالية كفيلة بمواجهة هذه المنافسة؟ - لا أرى أنه توجد منافسة بين المعهد، ممثلا بالفرع وبين مراكز التدريب الأهلية بالمنطقة، فالفرع ينفذ برامج تدريبية وإعدادية وفق أعلى مستويات التصميم والتنفيذ، وبحقائب تدريبية خاصة بهذه البرامج، وفي بيئة تدريبية متطورة، وبتنفيذ من مدربين ذوي كفاءة عالية. وما نقدمه من تدريب بالمنطقة لا يمثل إلا نسبة صغيرة من الطلب الكبير الذي نعلم أنه يزداد سنويا للالتحاق ببرامج الفرع التدريبية والإعدادية. وأود أن أقول إنه يسعدنا جميعا بالفرع أن يكون هناك مراكز تدريب أهلية متطورة للارتقاء بنشاط التدريب بالمنطقة لتحقيق الهدف الأسمى الذي نسعى جميعا لتحقيقه، وهو تطوير وتنمية قدرات ومهارات ومعارف أبناء وبنات المنطقة.